كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
انّ أي حكومة للاصلاح ستتألف، سيكون همها الاساس “الواقعية”، ولا للثلث المعطل، ونعم للمداورة في الحقائب، والحرص على الا يكون هناك استفزازيون، كي لا توضع المتاريس داخلها”. ويجب المضي في العمل “لاخراج حكومة المصلحة الوطنية التي لا خيار سواها”.
علماً انّ تصعيد الضغوط والتلويح بتهديدات ضمنية من بعض القوى الاقليمية على المعرقلين، ساهم في مضاعفة الجهود الملزمة لدى كافة الاطراف السياسية اللبنانية الى ايجاد المخارج والحلول، قبل سقوطهم في المحظور ونيران القصاص الاكيد هذه المرة.
فرصة لن تتكرر
إذاً نحن أمام بداية صحيحة، لكن استكمال المشوار اللبناني يحتاج إلى مزيد من الفطنة واليقظة، وتغليب المصالح العليا للدولة، على المصالح الخاصة، فربما هذه الفرصة لن تتكرر ثانية.
فالجميع يطالب لبنان بحكومة “ذات مصداقية”، من واشنطن وصولاً الى باريس والرياض، وإلى المسارعة في تشكيلها، وهو الشرط المسبق لتوفير “دعم هيكلي وطويل الأمد” من المجتمع الدولي لبيروت.
أمّ العقد الداخلية-العدل-الدفاع
ووفقاً لما كشفت مصادر سياسية مطلعة لوكالة “اخبار اليوم”: إنّ الجهود التي بذلها رئيس مجلس النواب نبيه بري مع غبطة البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، ومع الرئيس المكلف، كي يتم القبول بصيغة 8+8+8 اي حكومة من 24 وزيرا تتقدم في المشاورات، ترافقت مع وساطة قام بها “حزب الله” مع رئيس التيار العوني جبران باسيل، لتليين موقفه والتراجع عن بعض الشروط التي يفرضها الأخير، كحصوله على الثلث المعطل او الضامن من أي حصة وزارية مقررة، وتبقى أُمّ العقد حقيبة وزارة الداخلية إضافة إلى حقيبتي الدفاع والعدل.
حزب الله يحرّك وساطته
وكشفت المصادر “عن اغراءات قدمتها باريس بالاتفاق مع ولي العهد السعودي”محمد بن سلمان” المستعد “لإدارة محركات المساعدات فور التأليف والالتزام بالبرنامج الاصلاحي”، واشارتّ إلى حسّ المسؤولين والابتعاد عن القضايا التفصيلية في توزيع الحقائب الوزارية، التي قدّ تعترض الفرصة الأخيرة المتاحة راهناً للتأليف”.
وتلفت المصادر، “انّ هناك معطى اساسي، يتمثّل بتحريك “حزب الله” وساطته، ومن الثابت أنّ الحزب يسعى في هذا الاتجاه، وخاصة على ما ورد عن لسان امينه العام في اطلالته الاخيرة والحاحه على ضرورة ايجاد مخرج عاجل للحكومة، ولا يبدو انّه في وارد تظهير تحرّكه إعلامياً، الحاجة الماسّة الى تشكيل حكومة وتجاوز العِقَد الموجودة، فيما هناك من يرى أنّ رئيس المجلس ينسق مع الحزب ضمن موقف مشترك”.
قدرة بري وحزب الله
ولفتت المصادر، انّه مع تجدّد السعي الفرنسي الذي لاقاه “السعودي والامارتي” تكون التسوية الحكومية قد قطعت شوطاً مهمّاً، ولكن الأمور تُقاس بخواتيمها، والتفاؤل يمكن ان يتحوّل تشاؤماً على غرار ما حصل في أكثر من محطة، فيما الرهان الأساسي يبقى على مدى قدرة بري و”حزب الله” على تقريب المساحة المشتركة بين عون والحريري، وان يبعدا عنهما شبح التفاصيل وان لا يدخل الشيطان بينهما”.
وتختم: “ففي حال لم يتمكنا من ذلك، فإنّ المراوحة الحكومية ستبقى سيدة الموقف وعلى الدنيا السلام”.