مضاعفات اللقاح تثير الجدل… فهل من داعٍ للتردد؟

كتبت في “المركزية”:

رغم تطمينات “منظمة الصحة العالمية” وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن عن فعالية اللقاحات ضدّ فيروس “كورونا”، تظهر يومياً العديد من الأخبار الجدلية حول آثار ومضاعفات اللقاحات، إذ عادت إلى الواجهة المخاوف من “استرازينيكا”، الذي بدأ استخدامه في خطّة التلقيح الوطنية، إذ أعلن اليوم عن وفاة سبعة أشخاص بجلطات دمويّة بعد أن تلقوه في بريطانيا. كذلك، كانت لافتة إصابة الرئيس الأرجنتيني بالفيروس بعد أن تلقى “سبوتنيك V”. أما اللقاح الصيني، فالأخذ والرد قائم ايضاً حول نسبة المناعة التي يخلقها… بالتالي، كيف يتشجّع للناس على أخذ اللقاحات، وسط المعطيات التي تفقدهم الثقة بها؟

نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف اعتبر عبر “المركزية” أن “كلّ اللقاحات المستخدمة فعّالة وآمنة، تتفاوت نسب الفعالية فقط وهذه نقطة لا تزال غير واضحة. أما بالنسبة إلى “أسترازينيكا”، فاستخدم ولا يزال بالملايين والمضاعفات القليلة الناتجة عنه نادرة، ولم تظهر حتّى اللحظة أنها تتخطّى تلك الناتجة أو المحتمل أن تنتج عن لقاحات أخرى منها اللقاح ضدّ الرشح، إلا أن لا يُسلّط الضوء عليه”.

وفي ما خصّ اللقاح الصيني، أكّد أن “إمكانية أن تكون نسبة المناعة غير كافية واردة، لذا يتم إجراء فحص المناعة لمعرفة ما إذا كانت نسبتها كافية أم لا أو حتّى غير موجودة لدى البعض، لذا يضطرون على حقن جرعة ثانية أو ثالثة”.

وبالنسة إلى عدم اعتراف بعض الدول بـ “سبوتنيك V” أثناء السفر، اشار أبو شرف إلى أن “السبب علمي يُبرَّر بنقص المعلومات. الروس يقولون انهم قطعوا مرحلة التجارب الرابعة والغرب يطالب بتزويده بالمعلومات المرتبطة بها. لكنّه فعّال وآمن وهذا ما أظهرته التجارب العلمية والعملية”.

وعن إمكانية أن تؤّثر الفترة الزمنية القصيرة لإنتاج اللقاحات وإجراء التجارب السريرية على فعاليتها، أوضح أن “أكثرية الشركات المنتجة استندت إلى تجارب سابقة اجريت عند تفشي أمراض أخرى مثل “السارس”، حيث أنتجت العديد من اللقاحات ولم يُعتمد قسم كبير منه،ا فتمّ العمل على هذه التجارب عند تفشي “كورونا” والتوصل إلى اللقاحات الحالية. إلى ذلك، في حال الأوبئة العالمية ما من وقت للعمل سنوات على الإنتاج، بل من الضروري العمل بأقصى سرعة ممكنة إنقاذاً لحياة الناس”، مضيفاً “عادةً، يمرّ الدواء الجديد بأربع مراحل قبل بدء استخدامه، لقاحات “كورونا” مرت بثلاث منها وتبيّن أنها آمنة وفعّالة، تبقى المرحلة الرابعة التجريبية على الأرض، في حين أن اختبرت اللقاحات على الملايين في الغرب قبل وصولها إلى لبنان، واظهرت نتائج إيجابية”.

وشدد أبو شرف على أن “الأكيد ان اللقاحات توفّر المناعة. وبعد بدء حملات التلقيح، تراجعت نسبة الإصابات ودخول المستشفيات والوفيات بنسب كبيرة. من هنا، بين أخذ اللقاح أو ضرب الوباء يبقى الخيار الثاني أقسى بكثير. ونشجّع كلّ من تسنح له الفرصة بأخذ اللقاح مهما كان نوعه أن يفعل بسرعة لأن ذلك افضل من التقاط العدوى”.

ورأى أن “الخطّة الوطنية بطيئة جدّاً، حيث تمّ تلقيح فقط 2% من سكان لبنان، ذلك لأسباب عدّة منها قلّة اللقاحات، كذلك المشكلة اللوجيستية، لذا طالبنا بتعاون كلّ الجهات المعنية لتخطّي هذه المرحلة بسرعة وبأقل ضرر ممكن. ودخول القطاع الخاص على خطّ التلقيح يساهم في ذلك”، متابعاً “العديد من القطاعات تبدي استعدادها لتلقيح المشتركين لديها من مهن حرّة وغيرها… فما الرادع خصوصاً وأن وضع الدولة المادي لا يساهم في تسريع وتيرة التلقيح. وتسهيل الطريق أمامها يساعد على إنقاذ حياة العديد من المواطنين وحماية آخرين. هذه خطوّة جيّدة جدّاً، ضرورية، ونصرّ عليها”.

وختم أبو شرف “بشكل عام في حال لم يتم الالتزام بالإجراءات الوقائية وضعنا الصحي لن يكون بخير، لذا المطلوب التعاون لنتمكن من تخطّي هذه المرحلة”، متمنياً على الجهات الرسمية والمسؤولين “التنسيق للخروج بأفضل نتيجة، وإلا “فايتين بالحيط”.