جاء في “المدن”:
يعتبر متابعون لحملة التلقيح ضد وباء كورونا أنّ “البلد متّجه الأسبوع المقبل إلى فوضى إضافية مع بدء التلقيح بأسترازينيكا وكل ما يتمّ التداول به حول استقدام لقاح سبوتنيك”.
وأعلن اليوم مدير مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعة فراس أبيض، أن “الاثنين ستبدأ وزارة الصحة العامة في طرح لقاح استرازينيكا للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و65 عاماً في مراكز عدة، أحدها في مستشفى رفيق الحريري الجامعي”.
إلا أنّ عضو لجنة متابعة تدابير كورونا والاختصاصي في الأمراض الجرثومية عيد عازار، يقول لـ”المدن” إنّ أياً من المستشفيات الكبرى في بيروت غير قادر على العمل مع لقاح استرازينيكا.
الخوف من الفوضى
يبدي عازار خوفاً من فوضى مقبلة على مستوى حملة تمنيع اللبنانيين، مشيراً إلى أنّ “الخوف قائم أساساً لدى الناس من لقاح أسترازينيكا بفعل الأخبار المتعلّقة بآثاره الجانبية، وعدم العمل به في مراكز التلقيح الكبرى قد يساهم في زيادرة خوف اللبنانيين منه أيضاً”. ولو أنّ مستشفى الحريري الحكومي سيعمد إلى التلقيح بهذا اللقاح، إلا أن الأكيد حتى الآن أنّ مستشفيات الجامعة الأميركية وأوتيل ديو دو فرانس والقديس جاورجيوس وغيرها من كبار مستشفيات العاصمة لن تقوم بتلقيح المواطنين باسترازينيكا.
مصاعب لوجيستية
يوضح عازار أنّ تلقيح 3000 شخص أسبوعياً في مركز واحد يستوجب كادراً طبياً من 30 شخصاً على الأقلّ من أطباء وممرضين ومنسّقين وعمال إدارة وحرس وغيرهم. ومع وصول دفعات وأنواع جديدة من اللقاحات، سيكون من المنطقي ارتفاع نسبة التلقيح.
وبالتالي، ستكون الفرق الطبية المسؤولة عن العملية أمام ضغوط أكبر، ولن تقدر على تلبية الحاجة ولا على رفع نسبة الملقّحين يومياً وأسبوعياً. ويضيف أنّ عمل مركز تلقيح على استخدام لقاحات متعدّدة يستوجب إعادة النظر بالقدرة العملانية وبالتقنيات ونظام العمل.
وبالتالي، فإنّ الهمّ الأساس اليوم توحيد نظام العمل والمنصات لتكون متكاملة قبل الشروع بأيّ عراضات إعلامية أو سياسية كالتي شهدتها ساحة مواجهة كورونا منذ بدء الجائحة في لبنان.
أبيض وأسترازينيكا
وكان أبيض، في سلسلة تغريدات له على تويتر، إشار إلى أنه “في لبنان، توفي أكثر من 120 مريضاً من الفئة العمرية 55-65 بسبب كورونا في الأيام العشرة الماضية وحدها، ويمكن للقاح منع ذلك”.
ولفت إلى أنّ “العديد من الدراسات أظهرت أنّ لقاح استرازينيكا آمن وفعال. في المملكة المتحدة، تلقى ملايين المرضى هذا اللقاح، مما أدى إلى انخفاض حاد في حالات كورونا. وتدرس أوروبا وقف صادراتها من لقاح استرازينيكا لتسريع حملة التطعيم في البلاد الأوروبية”. وأضاف أنّ “بعض الناس الذين يقولون إنهم لن يأخذوا لقاح استرازينيكا إذا أتيحت لهم الفرصة.
يثير البعض مخاوف بشأن السلامة أو الفعالية، ويفضل البعض انتظار لقاح آخر، بينما لا يريد البعض الآخر أي لقاح على الإطلاق، على الرغم من أن البديل قد يكون الاصابة بالعدوى”.