مبادرة قواتية في “أوتيل ديو”..

قدمت جمعية الارز الطبية “CMA” ومركز التنمية والديموقراطية والحوكمة “CDDG” وشركة “Helen Pharma” روبوت كارنا 3.0 (Karna 3.0) لمستشفى اوتيل ديو في الاشرفية بحضور عضوي تكتل “الجمهورية القوية” النائب عماد واكيم والنائب فادي سعد، رئيس الجامعة اليسوعية ومستشفى اوتيل ديو الاب سليم دكاش، المدير الطبي للمستشفى د. جورج ضبر، الأمين العام لحزب القوات اللبنانية د. غسان يارد، معاون الأمين العام د.وسام راجي، رئيس مصلحة الأطباء في حزب “القوات اللبنانية” د. أنطوان شليطا، رئيسة مصلحة الصيادلة د.هيلين شماس، منسق بيروت في “القوات” المهندس دانيال سبيرو، رئيس جمعية الأرز الطبية د. سعيد حديفة، المديرة المالية لمستشفى “اوتيل ديو” ريما بجك.

وتحدث سعد عن التاريخ القديم الذي يجمع “القوات” و”مستشفى اوتيل ديو” فقد وفقا جنبا الى جنب في المراحل الصعبة، مشيرا الى ان هذا الصرح خرج اجيالا كثيرة وكان مقاوما في كل الازمات اذ كان شاهدا على كل الحروب وتتضرر منها كلها، كما نال حصته في انفجار 4 آب واليوم يعاني في هذه الازمة الاقتصادية.

وشدد على ان هذه المبادرة القواتية تجسيد صغير للمقاومة التي لم ولن تتوقف ولوقوف “القوات” الى جانب المجتمع وجرعة أمل بهذا البلد، فهي تؤكد ان هناك من يهتم بالمجتمع ويقف الى جانبه ويسعى لمساعدته ومساندته والتخفيف عن كاهله الازمات لا سيما الاقتصادية والصحية، في وقت تتلهى الطبقة السياسية بالكراسي والمصالح والثلث المعطل.

ولفت سعد الى ان هذا الروبوت، الذي اتخذ العمل به وقتا طويلا، يهدف الى تخفيف الضغط والعبء عن المستشفى والطاقم الطبي والتمريضي، مضيفا، “هذا العبء لا يعرفه سوى من يعيشه في المستشفيات، لان كورونا صعبت مهنة الطواقم الطبية خمسة اضعاف، اذ تتطلب انتباها أكبر وتكاليف اكثر ووقاية اصعب مع الإجراءات المخصصة لها الواجب اتخاذها عند الدخول لدى المريض والتي تحتاج الى كلفة كبيرة”.

وتمنى ان يكون هذا الروبوت لفحة امل بان الطاقات الشبابية ما زالت في لبنان، وان “الدني بتهز بس ما بتوقع”، مشددا على ضرورة الصمود في هذه المرحلة الصعبة لنجتازها سويا بالتكاتف على كل المستويات، ومؤكدا ان “القوات” على استعداد للوقوف دائما الى جانب هذا الصرح وكل المستشفيات التي تمر في أصعب المراحل في تاريخها. وشكر ادارة اوتيل ديو وكل المصالح الطبية والمهندسين وكل من ساهم في انجاز هذا العمل.

واكد واكيم ان مفهوم العمل السياسي لدى القوات مفهوم كلاسيكي بمعنى الراديكالي، فالسياسة بنظرها ليست كما ينظر اليها العالم للحصول الى المكاسب والمناصب وتأمين المصالح بل هي عمل شريف مقدس تعسى فيه لخدمة كل المجتمع، لذا تحاول في نشاطاتها كافة ان تظّهر ذلك لأنها مقتنعة بها وتعمل بهذا الاتجاه.

وتابع، “لا نعمل في السياسة لمصالح شخصية، فنحن عابرون، وعبارة “اجيال تسلم أجيال” التي نكررها خير دليل على ذلك، نحن نعمل لخدمة المجتمع بكل قوتنا، وهذا الروبوت مثال صغير ويدل على فلسفة العمل السياسي القواتي التي تنتجها وستبقى.”

واعتبر ان الأهم في العمل السياسي هو الفعالية وتطبيق الشعارات المرفوعة، في وقت اعتاد البعض على الغوغائية، ورمي شعارات شعبوية غير منطقية ولا يمكن تطبيقها.

ولفت واكيم الى ان بيروت تضم المستشفيات الجامعية الأكبر في لبنان، متطرقا أيضا الى علاقة “القوات” الوثيقة والقديمة بمستشفى اوتيل ديو.

وحيا الاب سليم دكاش الحضور، ووجه تحية وشكرا لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، معتبرا ان هذه المبادرة فرحة بهذا الجو القاتم، وهدية بمكانها، يستفيد منها الطاقم الطبي والتمريضي وحتى المرضى، لان مريض الكورونا بحاجة الى مساعدة واهتمام وعناية خاصة. من هنا وجه تحية الى الطواقم الطبية التي تعمل منذ أكثر من سنة في مواجهة هذا الوباء وهي دائما على أهبة الاستعداد والحضور والاهتمام بالمرضى، مشددا على ان المستشفيات الجامعية اللبنانية لا تزال مستشفيات الشرق الأوسط على عكس كا يشاع فهي تعمل بمهارات وكفاءات كبيرة.

واردف، “هذا المستشفى ابن محيطه، وهذا لن ننساه، فهي رسالة وطنية ابعد من حدود المنطقة ويبقى جاهز لمساعدة المريض وكل من هو حاجة اليه ويسهر لمساعدة لبنان فهو آمانة بين أيدينا لإنقاذه وشفائه من خلال صمودنا كي يبقى. لبنان بحاجة الى صمودنا على كافة المستويات، لا سيما المستوى الروحي، الأخلاقي، والثقافي لمتابعة رسالتنا التربوية والتعليمية.”

واكد على بقائهم وصمودهم لتامين رسالة لبنان، ولن ينكسروا ولن ينهزموا، معتبرا ان هدية “القوات” علامة للاستمرار بخدمة الشعب والمؤسسات وهي امانة بين أيدينا فهي الماضي والحاضر والمستقبل. وشدد على اننا هنا لاعطاء علامات رجاء لكل انسان في لبنان.

ولفت الى ان الجامعة تساهم في التغلب على الأزمة بطريقتها، فطلاب الهندسة يعملون على روبوت أيضا، كما انهم استطاعوا العمل على ثياب مضادة للفايروس تحتوي على بلاستيك خاص.

وأكد يارد أهمية هذا المستشفى ودوره الوطني في مواجهة الازمات ان في الحروب او الجائحات الكبيرة كجائحة كورونا، وكان الاوائل في الانخراط بالدفاع عن المجتمع اللبناني في مواجهة الجائحة.

ولفت الى اننا نمر بصعوبات كبيرة في ظل تخبط وزارة الصحة بأدائها بدء بالقرارات المتعلقة بفتح البلد واقفاله وتامين المستلزمات الطبية وصولا الى موضوع اللقاحات.

وأضاف، “القوات اللبنانية عندما رأت الخطر على المجتمع قررت مواجهة هذه المشكلة مع شعبنا، فقامت بإنشاء خلية ازمة ومركز اتصال لإعطاء الاستشارات بالتعاون مع المصالح الطبية، كما عملت على تامين بعض الادوية والنواقص الموجودة ولمست الحاجة الى ادخال التكنولوكيا في مواجهة الجائحة، من هنا انطلقت فكرة الروبوت الذي يساعد الطاقم الطبي لتوفير التعرض للمرضى في خلال المعالجة.”

وأوضح ان هذه المبادرة هي الثالثة من نوعها، فقد تم تسليم روبوت الى مستشفى ماريتيم وآخر الى اللبناني للجعيتاوي، وهو يساعد الجهاز الطبي على ادخال الادوية للمريض وفحص الاوكسيجين ويسمح لتواصل المريض والطبيب عن بعد، معتبرا انها محاولة بسيطة لمساعدة الطاقم الطبي.

وأوضح راجي ان هذا الروبوت نتيجة عمل سنة وتراكم خبرة لمجموعة من المهندسين، مشيرا الى انه نتيجة تعاون بين 3 جهات اساسية وهي: “حزب القوات اللبنانية”، جمعيات المجتمع المدني المتمثلة بـ “جمعية الارز الطبية” ومركز التنمية والديموقراطية والحوكمة والقطاع الخاص.

واعتبر ان هذا التعاون مثال يحتذى به، لان وضع الأحزاب في مكان والمجتمع المدني في مكان آخر معادلة ليست جيدة، مضيفا: “التعاون بين الجهات الثلاثة يدل ان الأحزاب لديها القدرة على الوصول والجمعيات تتمتع بالخبرة والطاقة التي تستخدمها لتنفيذ المشاريع اما القطاع الخاص فأهميته بتوصيل المشروع للأبعد”.

راجي أشار الى انه نتيجة العمل في الجيلين الأول والثاني استفاد المهندسون من نقاط الضعف ومن الملاحظات المعطاة لتطويره وتعديله حتى توصلوا الى هذا الجيل، مؤكدا متابعة العمل لتطوير هذا الجيل للخروج بالجيل الرابع. ختم بتوجيه شكر للمهندسين وكل المعنيين وفريق العمل.

وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة تقديم الجيل الثالث من الربوتات من قبل ممثلي هذه الجمعيات والمؤسسات المشاركة، التي قامت بتصنيعه وتمويله، وهو روبوت قادر على نقل المأكولات إلى المرضى الذين هم بحاجة إلى حجر داخل غرفهم منعا من نقل العدوى إلى غيرهم.

ويحرَّك من قبل الممرض عبر جهاز التحكم عن بعد ويستطيع أخذ حرارة جسم المريض ويحمل مكنة لقياس الضغط وأخرى لقياس الأوكسيجين ودقات القلب، كما يمكن تنظيم مقابلة افتراضية بين المريض والدكتور من خلال لوحة ذكية، وهو مجهز بعلبة لنقل الأدوية والفحوص المخبرية. ويعمل كارنا 3.0 على بطاريات 12 فولت ويدوم لنحو ست ساعات قبل أن يتم تشريجها.