الحركة الديبلوماسية الناشطة التي يقوم بها السفير السعودي وليد بخاري مع مختلف المرجعيات الروحية اللبنانية، والتي استكملها بزيارة قصر بعبدا تلبية لدعوة من الرئيس ميشال عون، كشفت زيف بعض الادعاءات المغرضة بحجة أن المملكة تخلّت عن دعمها واهتمامها التقليدي بلبنان.
الواقع أن الدور السعودي الأخوي في لبنان هو موضع استهداف من الأطراف التي تحاول إبعاد لبنان عن انتمائه العربي، والتفرّد بالقوى العروبية اللبنانية، التي تحرص على إبقاء لبنان في الصف العربي، والحفاظ على أطيب العلاقات مع الأشقاء العرب، وصوناً للمصالح اللبنانية العليا مع الدول العربية.
وقد حرصت المملكة، منذ اندلاع الأزمة في لبنان في أواخر عام ٢٠١٩، على عدم التدخل بالشأن الداخلي اللبناني، وبقيت على مسافة واحدة من جميع الأطراف اللبنانية، وكانت نصيحتها للمرجعيات المعنية بضرورة تشكيل حكومة تكون قادرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة من الدول المانحة في مؤتمر سيدر، والنأي بوطن الأرز عن الصراعات المحتدمة في الإقليم.
وكان الاستياء السعودي واضحاً من الحملات السياسية والإعلامية التي قادها حزب الله ضد قيادة المملكة، ولكن سياسة ضبط النفس وعدم الانجرار إلى سجالات عقيمة بقيت هي الغالبة في التعاطي مع لبنان.
كثرت الأقاويل حول الموقف السعودي من تشكيل الحكومة والرئيس المكلف، في حين أن سفير المملكة وليد بخاري حرص على الابتعاد عن هذه المعمعة، وامتنع عن لقاء الفعاليات السياسية والحزبية منذ استقالة الحكومة الحالية، واكتفى بجولته على المراجع الروحية للتأكيد على أن المملكة على مسافة واحدة من جميع الطوائف اللبنانية، وتحرص على علاقات الأخوّة مع الجميع من دون أي تمييز طائفي أو مذهبي.
أما التسريبات الصبيانية التي وصلت إلى بعض الإعلام حول ما دار بين الرئيس عون والسفير بخاري، فإن دلّت على شيء فعلى سطحية المُسرّبين، واستخفافهم بمقام رئاسة الجمهورية، وتحميله المزيد من الأعباء في الممارسات الخاطئة، وعدم الحفاظ على المصداقية الرسمية.
المصدر : اللواء