“الأنباء الكويتية”:
رأى الخبير في الشؤون الاستراتيجية الجنرال المتقاعد إلياس حنا، أن لبنان واجهة ووسيلة في الصراعات الإقليمية والدولية، وبالتالي من يسيطر عليه سياسيا، يتحكم بمخزونه النفطي، معتبرا في السياق عينه، ان ترسيم الحدود، وتشكيل الحكومة، ونتائج ما ستؤول إليه الأمور والمسارات في المنطقة، مجرد أوراق للوصول الى الإمساك بنفط لبنان، ففرنسا وروسيا على سبيل المثال، لهما حضور بارز في بحر لبنان، لكن عندما تكون إيران موجودة في لبنان، وتتمتع بقوة فاعلة في ترسيم الحدود مع إسرائيل، وقادرة على ممارسة الضغوط في ملف النفط اللبناني، هذا يعني انها أصبحت حاضرة وبقوة في مواجهة غرب المتوسط.
وعليه لفت حنا في تصريح لـ «الأنباء»، الى أن القرار السياسي موزع في لبنان، لكن حزب الله هو الأكثر تأثيرا عليه، وهو بالتالي الأول بين متساويين، معتبرا على سبيل المثال ان المفاوضات حول ترسيم الحدود، ما كانت لتنطلق لو لم يعط حزب الله الضوء الأخضر لخوض غمارها، علما ان الرئيس بري صاحب قرار ايضا في هذا الملف، وأن موافقة الرئيس عون التي أتت في سياق تماهيه مع حزب الله، كانت الركيزة الدستورية لانطلاق المفاوضات، ما يعني وفقا لما تقدم، ان اللاعب الإيراني، هو حتى الساعة الأكثر فعالية في لبنان، وذلك ضمن معادلة «من يضع يده على القرار اللبناني التنفيذي، يضع يده على المخزون النفطي في المياه الإقليمية اللبنانية».
واستطرادا لفت حنا الى ان موقع لبنان هو الأهم في اللعبة الإقليمية والدولية، ويؤثر مباشر على سورية وإسرائيل ودول المنطقة ككل، وعليه عملت إيران منذ العام 1983 على ترسيخ وجودها في المنطقة من اليمن إلى العراق وسورية ولبنان، وتمكنت من الإمساك بأوراق جيو سياسية أساسية ومهمة، علما انه كان بإمكان الدولة اللبنانية ان تستفيد من موقعها على المتوسط، فيما لو تموضعت سياسيا، وقدمت نفسها ورقة استراتيجية أساسية في المنطقة، لكن لسوء الحظ والإدارة، القرار اللبناني كان ومازال غائبا بسبب الانقسامات العامودية والحادة بين اللبنانيين.
من هنا، أعرب حنا عن يقينه بأن أزمة تشكيل الحكومة طويلة جدا، لأن من ستكون له اليد القابضة على الحكومة العتيدة، سيكون صاحب التأثير الأكبر على الانتخابات الرئاسية المقبلة، وعلى الانتخابات النيابية دون أدنى شك، ما يعني ان حكومة تصريف الأعمال باقية إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا، خصوصا ان الأكثرية النيابية الحالية، الى جانب السلطة التنفيذية المستقيلة، تناسب حزب الله وحلفائه.