لقاح “أسترازنيكا” في لبنان اليوم، و”الجنون” العالمي بالجدل الحاصل حول موضوع اللقاحات لا يزال مستمراً، فهل من داع للهلع؟
تصل إلى لبنان ثلاثة وثلاثون ألفاً وستمئة جرعة (33600) من لقاح “استرازنيكا” اليوم، ستستهدف ابتداءً من الأول من نيسان المقبل، شريحة الاساتذة في القطاع التربوي، ولا سيما أساتذة التعليم الثانوي والفريق الإداري المعني بالمرحلة الثالثة من الشهادة الثانوية، والفئة العمرية الناشطة والمنتجة بين 55 و65 عاماً.
يأتي ذلك بعد يوم واحد على تشكيك أميركي ببيانات تأكيد صحة وفعالية لقاح “أسترازنيكا”، وتحديداً من قبل المعهد الوطني الأميركي للحساسية، الذي إعتبر أن الشركة المصنعة للقاح ربما قدمت رؤية غير مكتملة للبيانات الخاصة بفاعلية لقاحها للوقاية من فيروس كوروناالمستجد. وهو ما قد يعيدنا في لبنان، البلد المتخبط بارقام الوفيات الصادم بكورونا الى نقط الصفر، على الرغم من تطمينات منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوروبية للأدوية ولجنة تقييم المخاطر الدوائية الأوروبية، التي أشارت الى أن فعالية اللقاح تقارب ثمانين في المئة وهي أعلى من الفعالية التي أُعلن عنها سابقاً.
وبحسب الطبيب محمد جمعة الأخصائي في الامراض المعدية والباحث في علم المختبرات، الذي يؤكد في حديث مع “لبنان24” أنّ نسبة الاشخاص الذين تعرضوا لمضاعفات بعد تلقي لقاح “أسترازنيكا” ضئيلة جداً، فمن بين أكثر من 12 مليون تلقوا هذا اللقاح، فإنّه تمت ملاحظة جلطات دموية على 30 شخص فقط، ولم يتم منع إستخدام اللقاح، وإنّما عمدت بعض الدول الى إتباع وقفة إحترازية بإنتظار نتائج التحقيقات.
وبحسب جمعة فإنّ لقاح “أسترازنيكا” يعمل بنفس تقنية “سبوتنيك” الروسي و”جونسون أند جونسون” الأميركي، ويقول: “تعتمد هذه اللقاحات على فيروس الانلفونزا العادية، اي أنّه يتم تحميله بشيفرات لغير انواع من الفيروسات ولا تشكل خطراً على جسم الانسان، وتم إدخال جزء من فيروس كورونا الى اللقاح، بحيث أنّه عندما يقترب كورونا من الجسم فإنّ هذه اللقاحات تتعرف عليه وتحارب العدوى، وتقوم بتجهيز جهاز المناعة لمحاربة كورونا في حال إلتقاطه”.
ويؤكد جمعة أن “ليس هناك من خطر حقيقي، وننصح بإستخدام اللقاحات المتوفرة في لبنان أيا كان نوعها، فلو كان هناك أي شك لما أصدرت منظمة الصحة العالمية تطميناتها وعرضت حياة البشرية للخطر، وعلمياً لم يتم العثور على أي إثباتات طبية أنّ هذه التجلطات الدموية التي حصلت مرتبطة بلقاح كورونا سواء أسترازنيكيا او غيرها من الانواع”.
ويُذكّر جمعة المواطنين بالإشاعات التي تم تداولها بداية مرحلة اللقاحات في العالم، حيث أُشيع ان اللقاحات تؤدي الى تغيير في الجينات، وهذا ما لم يكن صحيحاً، ويتابع: “جميعنا يتذكر هذه الاشاعات، وعلمياً لم يتم اثبات ذلك ولم يحصل اي تغييرات جينية، ويعود ذلك لسبب اساسي أنّ هذه اللقاحات تُرسل بشيفرات ولا تدخل الى الخلية، كما لا تؤثر على شكل هذه الخلية”.
وإذ لا يستبعد المنافسة التجارية بين الشركات المصنعة للقاحات، وخصوصاً أنّه بمجرد الحديث عن تجلطات دموية، هبطت اسهم استرازنيكا في العالم، ينصح جمعة المواطنين بالتسجيل على منصة الحصول على اللقاح لأنّ السبيل الوحيد لخلاص البشرية من هذا الفيروس.
“فايزر” و”أسترازنيكا”
وكان وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن، أكد أنّ لقاح “أسترازنيكا” يصل الاربعاء الى لبنان، 33600 جرعة، كما اشار الى أنّ الوزارة استطاعت تأمين سبعمئة وخمسين ألف لقاح إضافي من شركة “فايزر”، على أن يتم استخدام هذه الجرعات لاستهداف الشرائح وفق المراحل المحددة في الخطة الوطنية.
يُشار الى أنّ عدد المسجلين على المنصة الوطنية يبلغ حوالى مليون شخص، وبحلول منتصف حزيران المقبل سيكون كل هؤلاء قد أخذوا اللقاح.