جاء في “المركزية”:
بعد زيارته بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، زار السفير البابوي المونسنيور جوزيف سبيتري بكركي ليؤكد على الاهتمام الفاتيكاني بلبنان، والذي تمثل بأربع خطوات لافتة خلال الأشهر الأخيرة، بدأت مع الرسالة التي وجهها البابا فرنسيس الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عيد الميلاد، تبعها حديث البابا عن لبنان في لقائه السلك الدبلوماسي، ثم اشادة رئيس مجلس الكنائس الشرقية الكاردينال ليوناردو ساندري بأهمية لبنان في المنطقة وتذكيره بقول البابا يوحنا بولس الثاني “ان لبنان اكثر من وطن إنه رسالة”، وأخيراً إعلان البابا فرنسيس بعد زيارة العراق ان الزيارة المقبلة ستكون الى لبنان.
وفي ظل الوضع البالغ التأزم والتعثر الحكومي وانسداد افق الحل، تعقد الآمال على دعم الفاتيكان، الوحيد بين الدول الذي يساعد لبنان دون مقابل، بحسب ما توضح مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، مشيرة الى “ان الفاتيكان يتحرك باتجاه لبنان بشكل فعال منذ حوالي اربعة اشهر، وتحركه يسير بالتوازي مع مسار البطريرك الراعي. وهذا يؤكد التنسيق بين الفاتيكان وبكركي ومدى الدعم الذي يوفره البابا للبطريرك خلافا لكل ما يشاع “ويُبَخ” في الغرف السوداء المنزعجة من مبادرات الراعي حيال الحياد والحكومة والوضع الداخلي وتأييده للثورة”.
وتشدد المصادر على ان البابا يثير قضية لبنان مع كل المسؤولين الدوليين الذين يتصل بهم، وأول من أمس تطرق مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى الوضع اللبناني خلال الاتصال بينهما. وهنا تجدر الإشارة الى ان الصحف الفرنسية تناولت هذا الاتصال، معتبرة ان البابا وماكرون تشاركا أفكارهما ومخاوفهما بشأن الأزمات التي تزعزع استقرار العديد من مناطق العالم وبالأخص لبنان، وعدم الاستقرار الذي تسببه الدول التي تستخدم الدبلوماسية الدينية لغايات سياسية”، وكان “تقارب تام في الآراء حول الرفض المطلق للإرهاب وأيديولوجية الكراهية التي تفرق وتقتل وتعرض السلام للخطر”، وكذلك بشأن أهمية الحوار بين الأديان. وأعرب الرجلان عن استنكارهما للوضع “المجمّد” في لبنان، حيث لا بصيص أمل في الأفق، مع تشديدهما على ان هذا الأمر “شأن لبناني”، ووصف ماكرون زيارة البابا الأخيرة إلى العراق بأنها “نقطة تحول حقيقية” للشرق الأوسط.
ولفتت المصادر الى “أن بحسب معلوماتنا، البابا سعيد للتأييد الذي يلقاه البطريرك من قبل الرأي العام اللبناني والقوى السياسية، وتجسد آخر مرة، الاسبوع الماضي باللقاء الذي جمع رؤساء الحكومات السابقين والسفير البابوي، والذي من خلاله اعلن رؤساء الحكومات امام السفير البابوي تأييدهم للراعي بطروحاته واكدوا انهم مستعدون للذهاب الى الفاتيكان وان يجتمعوا بالبابا ويعلنوا من روما تأييدهم لطروحات البطريرك، وبرز الجواب الذي اعطاهم اياه السفير البابوي هو انه يمكنني ان اؤكد لكم ان البابا يؤيد كليا مواقف الراعي ويبارك طروحاته، وذهب السفير البابوي الى بعبدا، حيث اكد ضرورة تشكيل حكومة بأسرع وقت وفي الاطار الذي حددته المبادرة الفرنسية. كما زار البطريرك ووضعه في جو اجتماعه مع رؤساء الحكومة واكد له الدعم الدائم بالنسبة الى حل القضية اللبنانية.
وعن زيارة عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد السفير البابوي، أكدت المصادر ان الأمر غير صحيح. ورداً على سؤال عن استغراب اوساط سياسية في الشارع المسيحي والوسط السياسي عدم صدور نفي رسمي من السفارة ، أجابت: ” ان السفارة البابوية على ترد على اخبار غير صحيحة ترد في وسائل الاعلام”.