الخلاص يتطلّب تدخّلا خارجيا حاسما..وبعبدا تحاول تطويقه؟!

لحائط الحكومي مسدود اذا لا امكانية لخرقه بالسواعد المحلية، وبات من الملحّ ان يتدخّل الخارج.
ماذا بعد انسداد أفق التأليف نهائيا وبإحكام؟ وكيف السبيل الى الخروج من هذا الستاتيكو السلبي الذي يتهدد لبنان وشعبه واقتصاده وماله وصحّته و”الكيان”، والذي يبدو سيستمر طويلا اذا تُرك “فالتا” على حاله، وهو الامر المرجّح: فالوسطاء المفترَضون إما رفعوا “العشرة” وأبرزهم بكركي، أو تُناسبهم تماما وضعيةُ الكباش بين بعبدا وبيت الوسط، الكفيلة بإبقاء التشكيل معلّقا الى حين تدق ساعة الافراج عن الحكومة اقليميا، وايرانيا تحديدا، والتي لم تحن بعد بدليل المواقف المتصلبة التي اطلقها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الخميس الماضي، رغم اعلان إعلام الممانعة في الساعات الماضية، ان الحزب وامل سيتحركان مجددا لترطيب الاجواء بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري.

المصدر: kataeb

الحائط المسدود اذا لا امكانية لخرقه بالسواعد المحلية، وبات من الملحّ ان يتدخّل الخارج، في شكل او في آخر، للمساعدة في فتح ثغرة تدخل الاوكسيجين الى الحياة السياسية والاقتصادية اللبنانية المختنقة بالازمات والخلافات. بكركي تزداد اقتناعا بهذه الحقيقة. وفي السياق، افيد اليوم عن تواصل هاتفي تم مساء أمس بين البطريرك الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، أعرب فيه غوتيرس عن “اهتمامه الشديد بالوضع اللبناني وبضرورة تأليف حكومة والحفاظ على لبنان بعيدا عن الصراعات. وشرح له البطريرك الراعي “حال اللبنانيين وموقف الدولة وعجز الجماعة السياسية عن الجلوس معا والاتفاق على مشروع إنقاذي، في وقت انتشر فيه الجوع والفقر وتدهورت العملة الوطنية وشارف البلد على الانهيار التام”. وأبلغ الراعي “الأمين العام أن اللبنانيين ينتظرون دورا رائدا للأمم المتحدة، لا سيما وأن لبنان هو عضو مؤسس وفاعل في المنظمة الدولية منذ تأسيسها. وكان الاتصال مناسبة ليطلع البطريرك الراعي الأمين العام على الأسباب الموجبة التي دفعته إلى المطالبة بحياد لبنان وبعقد مؤتمر دولي خاص بلبنان. وإنتهت المكالمة باستمرارية التواصل بشأن المستجدات”.

في انتظار مفاعيل هذه الخطوة، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان العواصم الكبرى باتت بدورها ترى ان لا بد من اتخاذ اجراءات جديدة للتعاطي مع الازمة اللبنانية العصيّة على الحل منذ 7 اشهر. من اوروبا الى روسيا فواشنطن مرورا بجامعة الدول العربية، الخيارات تُدرس بعيدا من الاضواء للاتفاق على ما يمكن فعله. وهي تتراوح بين فرض عقوبات على المعطّلين وبين عقد مؤتمر دولي حول لبنان او دعوة الاطراف اللبنانيين الى طاولة حوار كتلك التي حصلت في الدوحة عام 2008 وصولا الى اللجوء الى الفصل السابع، الذي لا يزال حتى الساعة مستبعدا.

في المقابل، تتابع المصادر، يحاول الفريق الحاكم الالتفاف على هذه المساعي الخارجية واستباق اي تدبير تتخذه القوى الكبرى عبر محاولة الايحاء ان الحل “المحلي الصنع” لا يزال واردا. وفي السياق، استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اليوم عددا من الدبلوماسيين ومنهم نائبة المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان نجاة رشدي، شارحا لهم وجهة نظره مما يحصل، وذلك على وقع اجواء آتية من القصر مفادها “رئيس الجمهورية لم ولن يُعدم وسيلة من ضمن الدستور للدفع في اتجاه التشكيل”. وعن رسالة الرئيس عون التي سيتوجه بها الى مجلس النواب من اجل وضع الأخير أمام مسؤولياته في ما يتعلق بأزمة التكليف من دون تأليف، عُلم ان “هذه الرسالة كانت مطروحة منذ بداية شهر آذار الماضي ووُضعت جانباً لان رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يكن متحمساً لها”، وقد كشفت عنها “المركزية” آنذاك… لكن هذه المعطيات، من شأنها تعميق الخلاف السياسي لا تسويته.. وعليه، لا بد من موقف خارجي “سريع” وحاسم، لإنقاذ لبنان واللبنانيين الذين اكتووا بنيران الغلاء الفقر والعوز والمرض، تختم المصادر.