جاء في “المركزية”:
تجرى دراسات على بعض الرياضيين الذين تعرّضوا لإصابة بأنواع خفيفة أو مُتوسّطة الأهمية من فيروس كورونا حيث يخضعون لفحوصات مخبرية وسريرية وقلبية ورئوية للبحث عن إمكانية وجود إصابة في عضلة القلب على المدى المُتوسّط والبعيد ولدراسة كيفية التعامل مع هكذا حالات، خصوصاً أنّ وجود اصابة في عضلة القلب قد يؤدّي الى حصول إضطرابات كبيرة في كهرباء القلب والى حالات وفاة مفاجئة.
وفي حين يؤكد الباحثون على مخاطر التمارين الرياضية في اثناء الاصابة بكورونا او بعدها، يشير طبيب القلب والشرايين والمُتخصّص بأمراض القلب عند الرياضيين الدكتور طلال حمود في حديثه الى “المركزية” الى ضرورة التأكّد من عدم وجود اية إصابات في عضلة القلب قبل معاودة اي نشاط رياضي، خاصةً اذا كان ذلك ضمن اي نشاط رسمي او مُحترف بسبب إمكانية حصول بعض الأعراض التي قد تكون احياناً قاتلة.
ورأى حمود انه سواء اكان الأمر عند “الرياضيين الهواة” أو “المُحترفين” من الضروري ان نتأكد ان المريض لا يعاني حالياً من اعراض في حال كان قد تعرّض لإصابة بفيروس كورونا مع اعراض لمدّة اطول من سبع أيام، او انه تعرّض لإصابة في عضلة القلب خلال إصابته بكورونا وبالتالي يجب إجراء تخطيط للقلب عند الإجهاد وصورة صوتية للقلب مع إمكانية إجراء تخطيط للقلب على ٢٤ ساعة. وفي حال كان كل شيء طبيعي وكانت قُدرة المريض على الإجهاد كاملة (لياقته طبيعية) يُمكنه العودة الى التدريب والمباريات بشكلٍ تدريجي.
أما في حال كان هناك أيّ علامات او مؤشّرات غير طبيعية، فهنا يجب القيام بفحوصات قلبية مُتخصّصة منها اللجوء الى التصوير القلبي بواسطة الرنين المغناطيسي وغيرها من اجل تحديد حالة الأضرار التي اصابت عضلة القلب وإعطاء العلاجات المناسبة.
وقد يواجه الانسان اثناء اصابته بكورونا اعراضاً مُنهكة لإلتهابات او دخول المريض للمستشفى مع إصابته بإلتهابات كورونا او إستمرار وجود أعراض قلبية للإلتهابات او إستمرار وجود نقص في الأداء والقدرات على الإجهاد، وفي هذه الحالة لا بُدّ من إجراء كل الفحوصات اللازمة. وفي حال كانت كل الفحوصات مُطمئنة من المُمكن العودة الى التمارين الرياضية والمباريات الرسمية الإعتيادية بشكلٍ تدريجي طبعًا أيضًا. وفي حال كانت تلك الفحوصات عكس ذلك، يجب اللجوء الى التعمّق اكثر في الفحوصات وإعطاء العلاجات اللازمة بحسب ما تستوجب حالة كل مريض الخاصة.
ويجب في كل الأحوال وقف اي نشاط رياضي من إي نوعٍ كان في حال إستمرار وجود مؤشّرات إصابة مُتفاعلة او ناشطة في عضلة القلب.
ونبه من اللجوء الى الرياضة وفقا لتوصيات تجمّع أطباء القلب الرياضيين في فرنسا والتجمّعات المُماثلة له في اوروبا وأميركا قبل ان يستشير الشخص الراغب بمعاودة نشاطه الرياضي طبيب القلب او طبيب الصحة العامة المُشرف عليه في حال حصول اي ألم في الصدر او ضيق تنفّس او تعب او شكوى من إضطراب في ضربات القلب او شعور بالغثيان او الدوخة وما شابه ذلك من اعراض.
كما يجب على من يقوم بالتمارين الرياضية ان يخصص فترة إلزامية من التحمية في البداية والإسترخاء في نهاية كل جلسة من جلسات التدريب او في اي مباراة. وينصح ضرورة تناول السوائل بكمية كافية كل عشرين الى ثلاثين دقيقة خلال فترة التدريب او في كل المباريات.
ولا يحبّذ القيام بأي نوع من التمارين او مُمارسة أي رياضة في حال وجود إرتفاع مُفاجئ في حرارة الجسم او في حال وجود تلوث بيئي كبير في المنطقة.
والقاعدة الأهم: لا للتدخين مُطلقاً ساعتين قبل وساعتين بعد اي مباراة او تمرين رياضي، ولا لتناول اي مواد مُنشّطة وحتى اي ادوية من دون إستشارة الطبيب. وختم محذّرا من الرياضة القوية او العنيفة خلال فترة 8 أيام في حال وجود أرتفاع في الحرارة او اصابة من اي نوع من أنواع الإنفلونزا.