ليبانون ديبايت” – عبدالله قمح
بدت الأجواء خلال الساعات الـ24 الماضية شبه هادئة. الدواليب المشتعلة ودخانها الأسود غُيّبا عن المشهد، فيما بدا وكأنه فعل مقصود، مقابل سيطرة أجواء التفاؤل وسط تسيّد الدخان الرمادي المشهد، انطلاقاً من رصد “داخون” قصر بعبدا. الدولار تراجع بما يربو عن 2500 ليرة ويفترض أن يستمرّ في التهاوي، وعلى عكس الأيام الماضية، بدا وكأنه انطلق في رحلة العودة إلى ما دون الـ10,000 ليرة، شرط أن تدوم حالة الهدوء المعلَنة إلى أبعد من الإثنين، الموعد الذي حُدِّدَ بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، كي يلتقيا مجدّداً على بركة إنجاز التأليف.
عند هذه النقطة، من أسقط عامل استغلال الدولار أو غيّب أي دور فاعل له في الصراع السياسي القائم، عليه إعادة النظر في حساباته. فلولا تحليق “الرفيق الأخضر” على علو يناهز الـ 16000 قدم فوق سطح الليرة، تحت رعاية جهات سياسية معروفة أو تستّرها عنه، ما كان أي من المعنيين قد تقدم ولو بخطوة، أو كان الرئيس ميشال عون قد تلا دعوةً شفهية إلى الحريري وصفت بتخريجة بنكهة التنازل، وهو ما قادَ إلى تأمين تفاهمات على قاعدة “التوازن في التنازلات” ومصدره القصر، استؤنفَ بتنازل مقابل على الوزن نفسه، أي “جدّي ومتوازن” تولى تأمينه الرئيس الحريري.