مع إنطلاق حملات التطعيم ضد فيروس كورونا المستجد في معظم دول الكرة الأرضية، يأمل العالم في الحصول على مناعة تحميهم من الفيروس الغامض الذي فتك بالملايين منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة بالصين في كانون الأول 2019.
وفي هذا الشأن، رفض كبير خبراء الأمراض المعدية في البيت الأبيض الدكتور أنتوني فاوتشي، يوم الخميس، وجود حصانة مطلقة لمن حصلوا على اللقاحات ضد كورونا.
وخلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، حول مستجدات الفيروس في الولايات المتحدة، رفض فاوتشي تصريح السيناتور الجمهوري راند بول، بأن “الناس ليسوا معرضين لخطر الإصابة بفيروس كورونا بعد تعافيهم منه أو تطعيمهم، فقد قال بول لفاوتشي “إن الأميركيين لا يجب عليهم ارتداء أقنعة بعد التطعيم لأن هناك فرصة بنسبة صفر بالمئة تقريباً، لأن يصابوا بالوباء”.
كما خاطب العضو عن ولاية كنتاكي، وهو طبيب، خلال جلسة إستماع للجنة الصحة والتعليم والعمل في مجلس الشيوخ، فاوتشي قائلاً: “لقد تم تطعيمك وأنت تتجول بقناعين للإستعراض”.
وأضاف أن إحتمال إصابة فاوتشي باتت تقارب الصفر، وسأله “أنت تخبر الأشخاص الذين حصلوا على اللقاح ولديهم مناعة بإرتداء أقنعة، وتتحدى كل ما نعرفه عن المناعة من خلال إخبار الأشخاص الذين تلقوا تطعيمات، بإرتداء أقنعة، أليست هذه مسرحية؟”.
بدوره، رد كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض بالقول: “ها نحن نعود إلى المسرح مرة أخرى”، مضيفاً “الأقنعة ليست مسرحية، وأنا لا أتفق معك أبدا”.
وأوضح فاوتشي، أن “ظهور متحورات جديدة شديدة العدوى من الفيروس، يشكل تهديدا للأشخاص الذين تعافوا من كورونا، أو الذين تم تطعيمهم”.
كما كشف أن دراسة أجرتها شركة “جونسون آند جونسون” في جنوب إفريقيا “وجدت أن الأشخاص الذين أصيبوا بالنوع الأصلي ثم تعرضوا للمتحور الجنوب إفريقي، كانوا وكأنهم لم يصابوا من قبل”.
هذا وأقر فاوتشي، بأن “من غير المحتمل أن يصاب شخص ما بالسلالة الأصلية مرة أخرى، لمدة ستة أشهر على الأقل، “لكننا لدينا في بلدنا الآن متحورات من الفيروس”.
وجاء ذلك بعد أيام من إصدار مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أميركا، إرشادات جديدة تشير أن “الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل يمكنهم زيارة آخرين تم تطعيمهم أيضا، في أماكن مغلقة دون ارتداء قناع أو تباعد اجتماعي”.
لكن مراكز السيطرة على الأمراض أوصت أيضا بضرورة استمرار الأشخاص الذين تم تطعيمهم، في ارتداء الكمامات في الأماكن العامة، والتجمعات مع أشخاص غير مطعمين، ومع الأشخاص المعرضين لخطر أعلى لتفاقم إصاباتهم.
يشار إلى أن “مراكز السيطرة على الأمراض قالت في وقت سابق من الشهر الجاري”، إن هناك أدلة تشير إلى أن “الأشخاص الذين تم تطعيمهم ضد كورونا هم أقل عرضة لنقل المرض للآخرين، إلا أن مدة الحصانة لا تزال غير معروفة، وكذلك مدى فعالية اللقاحات ضد متحورات الفيروس الناشئة”.
ويأتي ذلك في حين أصاب فيروس كورونا ما يزيد على 121.49 مليون شخص على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى مليونين و810880.
وتتصدر الولايات المتحدة بعدد الوفيات والإصابات تليها كل من البرازيل والهند وروسيا وبريطانيا.