جاء في “المدن”:
في ظل الفوضى الحالية التي يعيشها لبنان مع بعض “الفجّار”، الذين راحوا يعرضون ثمن جرعة لقاح سبوتنيك الواحدة بـ55 دولاراً، ستستقدم شركة “فارما لاين” هذا اللقاح بثمن يعتبر زهيداً جداً، ويمكن اعتباره “مبادرة” يقدم عليها القطاع الخاص لتسريع عملية التلقيح.
مبادرة فعلية
بعد تقصّي “المدن” عن الشركات التي تعمل على استقدام لقاح سبوتنيك، تبين أن شركة فارما لاين، لصاحبها جاك صرّاف، الذي يشغل منصب رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الروسي، تمكنت من عقد اتفاق مع الجانب الروسي سيكون بمثابة مبادرة فعلية للقطاع الخاص لتسريع عملية التلقيح. فثمن اللقاح سيكون 38 دولاراً للجرعتين، ستدفعها المؤسسات والجهات الراغبة بتلقيح موظفيها، وبثمن الكلفة لتسريع عملية التلقيح.
وأكد صرّاف لـ”المدن” أنهم “كقطاع خاص نجحوا في إطلاق لقاح سبوتنيك في لبنان بدءاً من يوم الإثنين في 29 آذار”. وكشف أنه من المتوقع أن تصل أول شحنة إلى لبنان مساء يوم الخميس المقبل. وستستلمه الشركة يوم الجمعة من مطار بيروت.
دهشة الوزير
وحول الأسعار، أكد صرّاف أنهم يضعون اللمسات الأخيرة. فثمن الجرعتين سيكون 38 دولاراً نقدياً، ربما يتمكن من خفضه أكثر. لكن سيضاف إلى هذا السعر ثمن الحقن فقط لا غير. ففي حال قدمتها وزارة الصحة لن يضاف إلى ثمن اللقاح أي قرش إضافي، قال.
وعما يحكى من أسعار تصل إلى 55 دولاراً للجرعة الواحدة، قال صرّاف إن شركته أقدمت على هذه الخطوة كمساهمة منها للمجتمع اللبناني وليس لغايات ربحية أبداً. فالمسألة بالنسبة له بسيطة جداً: “نتكبد كشركات ومؤسسات ثمن فحوص كورونا للموظفين وأثمان مرضهم وعطلهم جراء الإصابة بكورونا أموالاً طائلة وضعفاً في الإنتاجية. لذا فإن تقديم اللقاح سيساهم في حماية موظفينا وعائلاتهم لاستمراريتهم في العمل وحماية مؤسساتنا”، كما قال.
وأضاف صراف: حتى وزير الصحة نفسه دُهش بهذا السعر الذي تمكنا من التوصل إليه مع الجانب الروسي، والذي ربما أستطيع تخفيضه بعد.
وشدد على أن شركته “ستسلمه للبنانيين بثمن الكلفة فحسب، كمبادرة للسيطرة على الوباء”، مؤكداً بالقول: “ضغطت بصفتي رئيس مجلس رجال الأعمال اللبناني الروسي وبصفتي قنصل روسيا في لبنان، بكل ما أملك من علاقات. وقلت لهم دعوني أساعد بلدي في الوقت الحالي، طالما أني أقوم بخدمة روسيا في لبنان”.
شحنة مهربة من فانزويلا؟
يشاع من بعض الشركات، التي تفاوض روسيا لاستقدام لقاح سبوتنيك، أن ثمة شحنة مهربة إلى لبنان أتت من فنزويلا، قوامها 30 ألف جرعة. وتقوم بعض الشركات ببيعها بـ38 دولاراً في لبنان. وقد هُرِّب من هذه الشحنة نحو عشرين ألف جرعة إلى سوريا، والباقي يباع في لبنان. أو ربما ما يعرض على المؤسسات من جرعات بثمن 38 دولاراً قد يكون من هذه الشحنة، التي تحتوي على لقاحات من “الصيغة القديمة من لقاح سبوتنيك”، وليس الصيغة الحديثة التي طورتها الشركة. وبالتالي قد يحتاج الشخص إلى ثلاث جرعات أو أكثر لتأمين الحماية بنسبة 92 في المئة.
لذا أكد صرّاف أن “في لبنان الكذب ماشي ع الطالع والنازل”. لا يوجد صيغة قديمة وأخرى جديدة. وعندما ستصل الشحنة الأسبوع المقبل سيرى الجميع. وأضاف: هناك شركات قبضت ثمن الجرعة من المواطنين 55 دولاراً قبل أن تحصل على اللقاح. وعندما علم أصحابها أن “فارما لاين” تمكنت من الحصول على هذا السعر راحوا يطلقون الشائعات.
مليون جرعة
وعن عدد الجرعات التي ستتمكن شركته من الحصول عليها، أكد أن لا سقف محدد للشركة. فأول شحنة وقعت مع الجانب الروسي ستكون مليون جرعة. وشرح أن أي مؤسسة أو جمعية أو جهة رسمية ترغب بتلقيح العاملين والموظفين لديها وعائلاتهم، يمكنها إرسال لائحة بالأسماء، ليصار إلى إجراء المعاملات اللازمة. أما المسجلين في شركة تأمين “نيكست كير” فلن نطلب منهم إلا الأسماء. فاللقاح مجاني للأشخاص، وعلى المؤسسات دفع ثمن اللقاح. ويمكن للمؤسسة اختيار أي مركز تلقيح من أصل 17 مركزاً معتمداً من وزارة الصحة ستتعامل شركته معها.
سياسة الوزارة
مصادر وزارة الصحة أكدت لـ”المدن” أن شركة فارما لاين ربما تكون الوحيدة التي تمكنت من إنهاء التفاوض مع الجانب الروسي، نافية علمها بوجود دفعات تم تهريبها إلى لبنان.
وحول الصيغ التي يتم تداولها عن اللقاح الروسي، أكدت أن الوزارة سجلت سبوتنيك7 المتوفر كسائل أو جاف، ولا يوجد غيره. وسمحت الوزارة باستقدام صيغة اللقاح الجاف منه حالياً، لسهولة الحفظ والنقل. فالأخير يحفظ في درجات حرارة عادية، بينما السائل منه يحتاج إلى 18 درجة تحت الصفر.
وحول اتهام بعض الشركات الوزارة بأنها تعرقل استقدام اللقاح، أكدت المصادر أن الأمر غير صحيح بتاتاً: “تتأخر الشركات في المعاملات في الخارج وتلقي المسؤولية على الوزارة. فإلى حد الساعة لم تتقدم أي شركة بلائحة أسعار كي تقوم الوزارة بنشر السعر علناً للرأي العام”.