بعد مرور عام كامل على إعلان منظمة الصحة العالمية فيروس كورونا المستجد وباء عالميا، لا يزال كثيرون حول العالم يخضعون لقيود مشددة وسط غياب أي مسار واضح باتّجاه عودة الحياة إلى طبيعتها رغم فسحة الأمل التي توفرها اللقاحات.
ومنذ حزيران 2020، لم تغادر ندى (58) عاماً شقتها في العاصمة اللبنانية بيروت سوى بضعة مرات، وذلك منذ لحظة إصابتها بفيروس كورونا.
وقالت ندى، التي رفضت الكشف عن هويتها الكاملة، في حديث لموقع “الحرة”: “لم أعد قادرة على استقبال أحد في منزلي، اشتقت لعائلتي للجيران، ولكني أخشى من الكورونا”، كاشفة أنها عادت لتناول “دواء اكتئاب”، كانت قد تخلت عنه منذ حوالى العشرة أعوام.
وفي هذا السياق، قال ستيفين تايلور، مؤلف كتاب “علم نفس الأوبئة”، إن “حوالى 10 إلى 15 في المائة من الناس، لن تعود حياتهم كسابق عهدها، بسبب تأثير الوباء على صحتهم النفسية”.
من جهتها، اعتبرت الإخصائية النفسية ومديرة جمعية مفتاح الحياة، لانا قصقص، في حديث لموقع “الحرة”، أن “الجائحة أضرت بالمجتمع بشكل عام، وساهمت بتفشي ظواهر اجتماعية سيئة في طليعتها زيادة العنف الأسري وخاصة فيما يتعلق بالعنف الموجه ضد النساء”.
وأضافت: “كما اشتد التعلق بمواقع التواصل الاجتماعي وزيادة استعماله والتأثر السلبي به، حيث المخرج الوحيد للتواصل مع العالم”.
وأشارت قصقص إلى أن “قسما كبيرا من المتعافين وأهلهم يعانون من أفكار سلبية، قلق وخوف من الموت لاسيما لمن يعاني من أعراض كورونا طويلة الأمد”.
وشددت قصقص على أن “الحجر المنزلي ليس بالأمر الذي يمكن الاستهانة به، إذ سبب رغبة بالإنعزال والإنطوائية لدى البعض”.
واقترحت “ممارسة التمارين الرياضية والمشي لنصف ساعة يومياً ما يساعد على التخفيف من حدة التوتر، تطبيق تمارين الاسترخاء والتنفس، والأهم من ذلك التعبير عن المشاعر مع أشخاص نثق بهم وأن لا نتردد في طلب أي دعم ومساعدة إذا احتجنا اليه”.
بدوره اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في بيان أصدره بمناسبة الذكرى السنوية لإعلان منظمة الصحة العالمية الفيروس جائحة عالمية، أنه “مع طرح لقاحات كوفيد-19، هناك بعض الضوء في نهاية النفق”.
وأضاف غوتيريش: “عالمنا واجه تسونامي، واتسم هذا العام بخلو المباني وهدوء الشوارع وإغلاق المدارس في معظم أنحاء العالم”.
وأعرب الأمين العام عن قلق عميق من أن العديد من البلدان منخفضة الدخل لم تتلق بعد أي جرعة، “في حين أن الدول الأكثر ثراء في طريقها لتطعيم سكانها بالكامل”.
وأودى فيروس كورونا بحياة 2,630,768 شخصًا على الأقل في العالم منذ ظهر في الصين في كانون الأول 2019.
وتم تسجيل أكثر من 118,527,720 إصابة بالفيروس. وبينما تعافت غالبة المصابين، إلا أن هناك من بقيت لديهم أعراض بعد أسابيع وحتى أشهر.