طفرات كورونا” في الولايات المتحدة… قلق ينتاب العلماء!

رصد علماء وباحثون أميركيون في الأسابيع الأخيرة، مجموعة من السلالات المتغيرة لفيروس كورونا، في ولايات كاليفورنيا ونيويورك ولويزيانا، وأماكن أخرى في البلاد، ما “أثار القلق” بسبب حمل هذه السلالات طفرات “قد تصبح أكثر شيوعا”، وفق مجلة Nature الطبية المتخصصة بالدراسات العلمية.

 

وأضافت المجلة أن “ندرة البيانات عن كيفية انتشار السلالات المتغيرة للفيروس تعني أن التهديد الذي تشكله غير واضح.

 

وحدد فريق بحثي في ولاية نيويورك الأميركية متغيرا جديدا في الفيروس يحمل طفرة جينية قد “تعرض الاستجابات المناعية للخطر”، لكن “طبيعة النظام اللامركزي” للولايات المتحدة، يجعل من الصعب ملاحقة تلك الحالات، بحسب، ديفيد هو، عالم الفيروسات في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك.

 

 

وقال هو في تصريحات إعلامية إنه “نتيجة للبيانات المجزأة، نرى أن ولايات قدمت بيانات تشير إلى تسجيل آلاف من حالات الإصابة بالفيروسات التي تحمل طفرات، بينما قدمت ولايات أخرى بيانات أقل”.

 

في بلدان مثل بريطانيا، يؤدي الجهد المركزي في تسجيل الإصابات الجديدة وأنواعها إلى ملاحقة أكثر دقة للطفرات والمتغيرات على الفيروس الذي يؤرق العالم منذ أكثر من عام، وأظهرت بيانات المملكة المتحدة أن الفيروس الذي يحمل المتغير B.1.1.7 ينتشر بشكل واضح بشكل أسرع من السلالات المتداولة.

 

وقد أشارت الأبحاث اللاحقة إلى أن B.1.1.7 قد يكون أكثر فتكا ولكنه يستجيب للمناعة التي توفرها اللقاحات الحالية، ويأمل علماء الولايات المتحدة بنظام مشابه للنظام البريطاني يتيح لهم تتبع وفهم المتغيرات الوبائية بشكل أكثر دقة.

 

وفي غياب بيانات وبائية أو طبية واضحة المعالم، يمكن للعلماء قياس بعض من التهديد المحتمل للمتغير من خلال الطفرات التي يحملها.

 

وقد وضع الباحثون قائمة متنامية من الطفرات التي قد تعزز انتقال العدوى أو تساعد الفيروس على التهرب من الاستجابات المناعية، استنادا إلى الدراسات المختبرية والوبائية.

 

المتغير الذي حدده فريق العالم هو في نيويورك، والمعروف أيضا باسم B.1.526، يحمل طفرة “سيئة السمعة” تسمى E484K التي تم العثور عليها في المتغيرات التي تم تحديدها في جنوب أفريقيا والبرازيل.

 

وقد أظهرت الدراسات أن هذا المتغير وهو جزء من بروتين فيروس كورونا الذي يتعرف على الخلايا المضيفة، يضعف فاعلية الأجسام المضادة التي يمكنها عادة تعطيل الفيروس.

 

ويمكن أن يساعد ذلك في تفسير الملاحظات التي تفيد بأن متغيرات مماثلة في جنوب أفريقيا والبرازيل تقف وراء ارتفاع حالات الإصابة مرة أخرى وانخفاض فعالية اللقاحات في التجارب الميدانية.

 

ووجد الباحثون أن هذه الطفرة التي ظهرت – بحسب البيانات المتوفرة – في تشرين الثاني الماضي، ارتفعت لتشكل 5 بالمئة من مجموع الحالات في المدينة، بحلول منتصف كانون الثاني، و 12 بالمئة، بحلول شباط.

 

كما تنتشر بشكل واضح على طول الساحل الشمالي الشرقي للولايات المتحدة، بحسب فريق من علماء جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا.

 

وفي حين ينظر إلى الطفرات الجينية التي تحصل على الفيروسات على إنها نوع من التطور الطبيعي لها لمكافحة “قتلتها” والنجاة من هجمات أجهزة المناعة لدى مضيفيها، إلا أنها أيضا تحمل أملا بأنها قد تؤدي في وقت من الأوقات إلى “تخفيف ضراوة” الفيروس، لأن “من مصلحته أن يبقي المضيف على قيد الحياة، بحسب مقال المجلة.

 

وفي حين يحاول الباحثون فهم المتغيرات الأميركية المكتشفة حديثا، فإنه – حتى الآن – لم يكشف الباحثون في الولايات المتحدة إلا عن عدد قليل من الحالات المرتبطة بالمتغيرات التي تم تحديدها في جنوب أفريقيا والبرازيل.

 

ولكن حالات الطفرة المكتشفة في بريطانيا آخذة في الارتفاع باطراد، وهو نمط يتكرر في بلدان أخرى في أوروبا والشرق الأوسط