كتبت “المركزية”:
تشير مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، الى ان الالتقاء الاميركي – الروسي على رفض الوجود الايراني في سوريا يعد في الواقع جزءا من تفاهم أوسع تم ارساؤه منذ اسابيع قليلة في اعقاب دخول الرئيس الأميركي جو بايدن البيت الابيض، من خلال اتصالات بين واشنطن وموسكو، حول النظرة الى الشرق الاوسط ومستقبله وكيفية حل أزماته وتسويتها. هذا الاتفاق لا يختلف كثيرا عن ذلك الذي كان موجودا في عهد ترامب. فالجبّاران يعتبران ان تطويق نفوذ ايران في الاقليم أولوية، ولا بد من خروجها من كل الميادين العربية التي تقاتل فيها، من العراق الى اليمن وصولاً الى سوريا التي تحظى بأولوية لدى العاصمتين، كونها الأقرب جغرافياً الى الكيان العبري.
كما يتفق الروس والأميركيون على ضرورة التهدئة والعمل لإرساء الحلول بالسياسة والدبلوماسية لا عبر الطرق العسكرية، مع التشديد على ان ايران يفترض ان تساهم في هذا التوجه من خلال وقف تحريك أذرعها المزروعة في البلدان التي تشهد نزاعات.
واذ تشير الى ان احياء الاتفاق النووي نقطة تقاطع ايضا بين واشنطن وموسكو، وذلك شرط ان تعود طهران الى التزاماتها النووية وتوقف تخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ وتصدير الاسلحة والثورة الى المنطقة، تلفت المصادر الى ان المفاوضات لانقاذ التفاهم الدولي قد تشترط، الى إخراج حزب الله من سوريا واعادته الى لبنان، التضحيةَ بسلاحه وتحويله حزبا سياسيا أعزل كباقي المكونات اللبنانية، وربما لذلك نراه اليوم يتشدد في السياسة، وعينُه على انتزاع ضمانات في النظام والحكم، تعوّض له “فائض القوة” الذي يتمتع به اليوم بفضل ترسانته، والذي يبدو بات مهددا اكثر من اي وقت مضى، تختم المصادر.