تجددت الصدامات اليوم السبت، بين متظاهرين وقوات الأمن في الناصرية جنوبي العراق، غداة ليلة دامية عاشتها المدينة سقط خلالها خمسة قتلى، فيما شهدت مدن أخرى تصعيداً في الحركة الإحتجاجية تضامناً مع ما تشهده الناصرية من “عمليات قمع”.
وقالت “الحرة” إن الصدامات وقعت بعد أن تجمع عشرات المحتجين أمام مبنى الحكومة المحلية وسط الناصرية للتعبير عن رفضهم تكليف رئيس جهاز الأمن الوطني عبد الغني الأسدي بمهام المحافظ خلفا للمستقيل ناظم الوائلي.
وأفادت مصادر أمنية بأن “16 متظاهراً وعدداً غير معروف من عناصر الأمن أصيبوا خلال الصدامات، التي وقعت في محيط مبنى محافظة ذي قار، ومركزها الناصرية”.
وذكرت “الحرة” أنّ “أعداد غير محددة من المحتجين قدموا من المحافظات المجاورة لمساندة متظاهري الناصرية”.
وإمتدت عدوى الإحتجاجات إلى مدن جنوبية أخرى، حيث عمد عشرات المحتجين إلى قطع شوارع رئيسة في كربلاء إحتجاجاً على “القمع” الذي تعرض له محتجو الناصرية.
وقالت “الحرة” إن المتظاهرين أضرموا النار في إطارات سيارات وسط شارع المجمعات باتجاه مجسر الضريبة وسط المدينة، مرددين هتافات منددة بالأحزاب السياسية و المجموعات المسلحة.
وتوعدوا بتصعيد أكبر في حال استمر “قمع” الأجهزة الأمنية ضد متظاهري الناصرية.
وأضاف، أن عناصر أمنية حاولت فض الإحتجاجات وفتح الشوارع المغلقة، بإستخدام الرصاص الحي وبنادق الصيد مما تسبب بحصول إصابات في صفوف المتظاهرين.
وخرجت تظاهرات احتجاجية مماثلة في بابل والنجف، من دون أن “يتم تسجيل سقوط أية إصابات حتى ساعة إعداد هذا التقرير”.
ولقي خمسة محتجين على الأقل مصرعهم وأصيب أكثر من 175 آخرين يوم الجمعة في اشتباكات بين المحتجين وقوات الأمن في مدينة الناصرية.
وقال مصدر طبي لـ”رويترز” إن معظم الوفيات بين المحتجين نجمت عن طلقات رصاص، مضيفاً أن نحو 120 متظاهرا أصيبوا.
وقال مصدر طبي آخر ومصدر أمني إن 57 على الأقل من أفراد قوات الأمن أصيبوا في المواجهات.
وإستمرت الاشتباكات مساء الجمعة بعد أسبوع من أعمال العنف التي اندلعت يوم الأحد الماضي، عندما أطلقت قوات الأمن النار لتفريق متظاهرين كانوا يحاولون اقتحام مبنى الحكومة المحلية مستخدمين الحجارة وقنابل المولوتوف.
وطالب المتظاهرون، بإقالة محافظ الناصرية وبالعدالة للمتظاهرين الذين قتلوا منذ عام 2019.
وقدم محافظ ذي قار ناظم الوائلي، يوم الجمعة، إستقالته إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذين كلف عبد الغني الأسدي بمهام المحافظ، وأمر بتشكيل مجلس تحقيقي بالأحداث الأخيرة التي شهدتها ذي قار ومحاسبة المقصرين.
وتأتي أعمال العنف الجديدة قبل أقل من أسبوعين من زيارة مقررة للبابا فرنسيس إلى جنوب العراق، وهي أول زيارة يقوم بها حبر أعظم إلى العراق.