جاء في “المركزية”:
هي ليست المرة الأولى التي يطل فيها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ليحاكي اللبنانيين عموما وجمهور التيار خصوصاً. لكن إطلالته المرتقبة غداً الأحد، تأتي بعد أسبوع على كلمة رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في الذكرى 16 على استشهاد والده رفيق الحريري. يومها قال ما قاله الحريري وسمّى الأشياء بأسمائها في مسألة تشكيل الحكومة، وأبرز مستنداً مخططاً باللون الأصفر تضمّن الأسماء التي رفعها إلى رئيس الجمهورية ميشال عون لكنه رفضها ولم يأخذ بها بحسب كلام الحريري. وقبل أن يختم الحريري حمّل المعرقلين وتحديدا رئيس الجمهورية والنائب جبران باسيل مسؤولية عدم تشكيل حكومة وما يترتب على ذلك من تداعيات كارثية إن على المستوى السياسي أو الإقتصادي أو الصحي أو المالي أو الإجتماعي… وكلها في قعر جهنم.
فماذا يمكن أن تغيّر هذه الإطلالة في المشهد السياسي وهل تكون مجرّد دفاع بالأدلة والوثائق والأسماء عن موقع رئاسة الجمهورية التي اكتفت بردٍّ مقتضب وغير دقيق على كلام الحريري، وعلى أيّ حقيقة يمكن أن يستند اللبناني الغارق في آتون الأزمات؟
“مما لا شك فيه أن كلام باسيل يأتي بعد مرور شهر ونصف على الحملات الموجهة ضد الرئيس ميشال عون وباسيل لجهة وضع العصي في دواليب التشكيلة الحكومية، وأسبوع واحد على كلام سعد الحريري الذي تضمّن جملة مغالطات”، بحسب أوساط مقربة من النائب باسيل، كشفت لـ”المركزية” أن إطلالة يوم غد ستكون على مستوى الحدث بمعنى أن إذا كان الحريري يعتبر أنه “صارح اللبنانيين” فنحن سنكون أكثر صراحة ووضوحاً وسنثبت للرأي العام أن الوثيقة التي أبرزها تدينه لأن الرئيس عون التزم تسمية وزراء إختصاصيين لكل الطوائف وتعاون مع الحريري كرئيس مكلف بموجب المادة 53 من الدستور، في حين يصر الحريري على تسمية الوزراء المسيحيين وترك لباقي الطوائف خيار تسمية وزرائهم فمن يكون ضرب الميثاقية وقلب معادلة الطائف”.
الأوساط نفسها توقفت عند التسهيلات التي قدمها التيار الوطني الحر في تسمية إختصاصيين في حكومة الرئيس حسان دياب وتقول: “حجة الحريري أن الرئيس عون لا يلتزم بحكومة إختصاصيين علما أنه ضرب مفهوم الإختصاص في عملية المحاصصة”. وتختم المصادر: “غدا سنكشف الحقيقة بغض النظر عمّن سيصدق أو لأننا مقتنعون بضرورة إيصال الحقيقة للناس ولن نرضخ أو نتراجع. وسيجد الفريق الثاني نفسه محرجا بعد كلام باسيل وليس العكس”.
إذا صحّ أن الأولوية لدى تكتل التغيير والإصلاح هي لتشكيل حكومة تكون على مستوى انتظارات الناس وتتحمّل مسؤولياتها في مواجهة الأزمات المتراكمة بدءاً من وقف الإنهيار المالي المتمادي فهل تصح هذه المقاربة مع السجالات الحاصلة بين بيت الوسط وبعبدا والتي قد تتسع وتصل إلى مرحلة اللاعودة بعد كلام باسيل غدا؟
عضو تكتل “لبنان القوي” النائب أسعد درغام كشف لـ”المركزية” أن كلام باسيل سيحمل الكثير من الحقائق و”سنوضح موقفنا لأننا لن نقبل بالعودة إلى ما قبل العام 2005 في طريقة تشكيل الحكومات وتسمية الوزراء”. أضاف:” الأحد الماضي قال الحريري ما قاله وكشف كما يقول المستور لكنه لم يقل الحقيقة في عملية تشكيل الحكومة وتسمية الوزراء. نحن نحترم رأيه ووجهة نظره ولن أستبق الأمور. لكن الثابت أن هناك رأيا آخر وغدا لناظره قريب”.
الكل متمسك بمواقفه على قاعدة “الحق معي” فعلى أية حقيقة يستند اللبناني؟ وهل ما زال يملك رفاهية الوقت في انتظار تلك “الحقيقة” التي لا تقبل الجدل لدى الفريق الآخر؟ يقول درغام “الناس شبعت كلاما وتصاريح ونحن ندرك فداحة الأزمة الإقتصادية والصحية والإجتماعية والمالية والوضع لم يعد يحتمل الإنتظار. المطلوب من الحريري تقديم مقاربة مختلفة لأن مقاربته لن تبصر النور. وسنترك للناس أن تحكم بالعدل”.