جاء في “المركزية”:
كأن المساكنة بين بعبدا وبيت الوسط باتت قاب قوسين من اللا مساكنة. أمس قالها الرئيس المكلف سعد الحريري في الذكرى الـ16 لاستشهاد والده:” فليتحمل كل طرف مسؤولية عدم تشكيل حكومة إختصاصيين، ولن أعتذر”. كلام يوحي بأن التعطيل بات على المكشوف إلا إذا جاء الضوء الأخضرمن الخارج وتحديدا على جناحي المملكة العربية السعودية أو من فرنسا حيث يستعد الرئيس إيمانويل ماكرون للقيام بجولة عربية وإفريقية ولبنان طبعا محورها في المملكة . عندها إما تبصر الحكومة العتيدة النور أو لا حكومة . فهل يتحمل الحريري وزر استمرار التعطيل المُستدرج اليه؟ وما هو المخرج لتفادي الوصول إلى قعر جهنم؟
عضو تكتل لبنان القوي النائب جورج عطاالله قال لـ”المركزية”: “الرئيس سعد الحريري غير مطالب بالإعتذار، المطلوب منه الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية ميشال عون في ما يتعلق بالتشكيلة الحكومية كما هو وارد في الدستور لأن لا يمكن لأية حكومة أن تبصر النور من دون التفاهم بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف…هالقد المسألة بسيطة”.
أما على مقلب بيت الوسط فالكلام ليس بهذه البساطة. أوساط المستقبل تنتظر أن يبادر عون إلى تلقف ما قاله الحريري في الأمس ، وأن يساهم الأفرقاء السياسيون في حل المشكلة المتوقفة عند رئيس الجمهورية”. وبين المقلبين يغرق اللبنانيون في وطن كل شيء فيه معطّل إلا الأزمات المصيرية. فهل من مخرج؟
عطاالله يشير الى “أن الكلام عن 14 جولة لا يعني أن الطريق بين بعبدا وبيت الوسط لم تعد معبدة لكن لم يحصل أي تقدم بسبب إصرار الحريري على تسمية الوزراء المسيحيين، ولا يحق للرئيس المكلف أن يملي عليه أسماء الوزراء المسيحيين في وقت أعطى الثنائي الشيعي حق تسمية وزرائه وكذلك الحال بالنسبة إلى الدروز حيث نال النائب وليد جنبلاط حصرية التمثيل.اما في ما خص السنة فقد أمن الحريري التسمية وهو ضمانتهم…هذا الأمر مرفوض”.
ثلاث نقاط وضعها عطاالله كمخرج لأزمة تشكيل الحكومة رابعها الكيّ ويقول:” المطلوب من الرئيس المكلف عدم انتظار موافقة المملكة العربية السعودية على تشكيل الحكومة وإتخاذ قرار نهائي وواضح في شأن الصيغة التي ستتشكل على أساسها الحكومة فإما تكون حكومة إختصاصيين وهذا غير مطابق للواقع للأسباب التي ذكرناها في شأن التسميات وإما حكومة سياسية. وفي هذه الحال يجب الإقرار بالطرف المسيحي الذي يملك تمثيلا وازنا في المجلس النيابي”.
على رغم تبسيط النائب عطاالله لأسباب المأزق والكباش الحاصل بين بعبدا وبيت الوسط إلا أنه يقر بأن الحريري لن يتمكن من تشكيل حكومة “لأن هناك رفضا أو لا مبالاة من قبل السعودية”. وكشف أن “الضوء الأخضر ينتظر المساعي والجولات التي يقوم بها الحريري إلى الدول العربية والإمارات إضافة إلى نتائج الجولة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى تشاد والسعودية والإمارات. فإذا أنتجت حلولا، يمكن التعويل عليها . وإلا فإن كلام الرئيس الفرنسي سيكون واضحا ومباشرا “إما تشكيل حكومة من دون الأخذ بالموقف السعودي ونحن ندعمك أو”ما فيك تكفي”. بمعنى آخر الإعتذار”. فهل يتحمل الرئيس المكلف هذه الوزنات؟
“لا أعتقد أن الرئيس الحريري مستعد لتحمل مسؤولية التعطيل الحكومي وهو يرفض حتما الخروج من الساحة السياسية. وفي هذه الحال سيجد نفسه ملزما بالتعامل مع رئيس الجمهورية والتفاهم معه على تشكيلة حكومية، سيما وأن هاجس الوقت والمناورة باتا يقيدانه”. وعن ذريعة التعطيل بحجة الثلث المعطل قال عطاالله:” هذه الحجة أسقطتها مواقف أطراف سياسية عديدة ومرجعيات روحية”. فهل تكون الزيارة 15 ختامها تشكيلة حكومية؟
يختم:”هي مسألة أيام أو أسابيع قليلة. إما أن يشكل الحريري حكومة أو لا يعود رئيسا مكلفا”.