اعتبر جيلبير قرعان خطيب المسعفة الشهيدة في انفجار مرفأ بيروت سحر فارس ان لبنان ينزف، ودم شهدائنا سيكون الشرارة لولادة هذا البلد.
كتب جيلبير قرعان خطيب المسعفة الشهيدة في انفجار مرفأ بيروت سحر فارس عبر النهار:
انفجار المرفأ هو اللحظة التي قلَبت حياتي من شاب مفعم بالأمل والطموح بمستقبل جميل برفقة من اختارها قلبي شريكة له إلى إنسان لم يعد لديه أمل ببلد تحكمه هذه الطبقة السياسية التي تتحمل مسؤولية دماره من كل النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية؛ نتيجة إهمال هذه الطبقة السياسية المجرمة، انطفأت شمعة خطيبتي وغيرها العشرات من الشهداء الذين دفعوا دمهم على مذبح الوطن في الرابع من آب 2020.
لبنان ينزف، ودم شهدائنا سيكون الشرارة لولادة هذا البلد، نحن نعمل اليوم من أجل الأجيال القادمة لكي يجدوا وطناً يستحقهم ويستحقونه، نعمل من أجل ألا يعيشوا الكابوس الذي فرضوه علينا، والذي كتب علينا أن يرافقنا طوال العمر.
إلى الآن لا يمكنني أن أتقبل أو أصدق أن سحر لم تعد بيننا، وأنها دفعت حياتها أثناء تلبيتها نداء الواجب، ستة أشهر والغصة تزداد، بركان من الألم يختلج صدري، فبعدما كنت أمضي معها معظم أوقاتي، أتبادل وإياها أفكار رسم مستقبلنا، صرتُ أتكلم إلى صورة، وأقول “الله لا يجرّب أحد”.
انفجار مرفأ بيروت كان كارثة وطنية وإنسانية، بعده لم تعد الحياة تعني لي شيئاً، صرت أرى الأمور من منظار سوداوي، وبعدما اعتبرت أن لبنان ملاذي الأول أصبح الآن سارق أحلامي، فلا كلمات تصف ما أمرّ به بعدما خسرت عروستي البطلة الجميلة، ستة أشهر على غياب حبيبتي، ستة أشهر من دون أن أراها أو أسمع صوتها وأستدفئ بحنيّتها، الدقيقة سنة في غيابها، ومع هذا هي معي في كل ثانية وخطوة، هي في قلبي ووجداني وعقلي في كل لحظة، ونحن كأهالي الشهداء نضع ثقتنا في القاضي صوان على أمل أن يسترد لنا ثقتنا المفقودة بالقضاء، ويقتص بمن كان السبب في مجزرة المرفأ.
من كانت “أملي”، ويا للأسف، رحلت فيما المجرمون يسرحون من دون عقاب، لكن وعد مني سأتابع قضيتك حتى النهاية، فلن يغفو لي جفن قبل أن ينال كل المتورطين عقابهم على الأرض قبل السماء، إذ لا يمكنني تقبّل أن من قتلوا حلمي مستمرون في حياتهم بشكل طبيعي بعدما خطفوا إيماني بوطني.
المصدر: النهار