وصل مسبار الامل الاماراتي الى المرّيخ بعد رحلة إستمرّت 7 أشهر، فتحقّق الانجاز العربي، وإنهالت عبارات التهنئة والتباريك على دول الامارات الرائدة التي وعدت ووفت وحطّت في “أبعد نقطة يصل إليها العرب في تاريخهم”، كما صرّح حاكم دبي الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم.
وَقعُ الخبر على اللبنانيّين كان مختلفاً، بالرغم من فرحتهم بهذا الانجاز التاريخي الذي يُشرّف كلّ البلدان العربيّة، إلاّ أنهم لم يستطيعوا إخفاء غصّة وحسرة في داخلهم تجاه الوضع المأساوي في بلدهم بفضل مسبار الفساد والذلّ والفشل الذي أطلقه حكّامهم بسرعة فائقة بإتجاه جهنّم.
وانعكست هذه الغصّة على شكل تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت يأس اللبنانيّين من السياسيّين الذين عادوا بلبنان الذي كان “سويسرا الشّرق” مئات السّنين الى الوراء، ومن هذه التعليقات: “ناس طلعت عالمرّيخ، وعنّا حكومة مش عارفين يطلّعو”، “نحن منباركلن وهنّي بعزّونا”، “نحن سبقناهن على جهنّم”، “منتمنى من الامارات ياخدو حكامنا بجولة تفقدية عالمرّيخ”، “الامارات وصلت عالمرّيخ ونحن كهرباء ما عنّا”، “أسعارنا بلبنان وصلت عالمرّيخ قبلن”… وغيرها من التعليقات السّاخرة والمُضحكة والمُبكية في آنٍ معاً.
ومقابل هذه التعليقات، هناك من عاد الى أرشيف الماضي اللبناني الجميل ليبرز إنجازاً قديماً للبنان يجهله كثرٌ، وهو عندما أطلق لبنان برنامجه الفضائي عام 1960، وفي سنة 1964 وصل صاروخ سمّي “أرز 3” مسافة 425 كلم في الفضاء، أي في غضون 7 سنوات من إطلاق أوّل قمر إصطناعي روسي في عام 1957.
قد يكون من السخرية أن يحلم اللبنانيّون بالفضاء في خضمّ كل ما يعانونه، فهم باتوا يحلمون بدواء وطعام وكهرباء وبنزين وحفنة من الاوراق النقدية، وهم طبعاً لا يطمعون بأي إنجاز فضائي، فجلّ ما يريدونه في هذه الايام السوداء هو قليل الامل… ولو من دون مسبار!
MTv