كتب داني حداد في موقع mtv:
يزور وفد من التيّار الوطني الحر بكركي اليوم للقاء البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي. حُدّد اللقاء بعد عظة الراعي التي شهدت أمس استمراراً في رفع السقف، وكان أبرز ما فيها الدعوة الى مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة.
لا يأتي موقف الراعي، وفق مصدرٍ قريبٍ منه، من عدم. هو حلقة في مسارٍ بدأ في ١٥ آب ٢٠١٩، وشهد محطات عدّة منها في ٥ تموز الماضي حين دعا الأمم المتحدة الى التدخل.
وتشير المعلومات الى أنّ الراعي أجرى، في الفترة الأخيرة، سلسلة اتصالات معلنة، أبرزها مع ممثل أمين عام الأمم المتحدة السابق في لبنان يان كوبيتش الذي كان الراعي آخر من التقاه قبل مغادرته لبنان، والسفيرة الأميركيّة والسفير المصري، واتصالات أخرى غير معلنة مع مسؤولين في الفاتيكان وفرنسا، الى جانب تواصل غير مباشر مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وجد سيّد بكركي أنّ الدعوة الى مؤتمر دولي هي الحلّ الأخير، بعد أن أقفلت الأبواب الأخرى، ووصلت المبادرة الفرنسيّة الى طريقٍ مسدود. وهو يرى أنّ من واجب الأمم المتحدة والجامعة العربيّة أن يتحرّكا لأنّ “دولةً تشغل مركز العضويّة فيهما على طريق الزوال”.
وسيحمل لقاء الراعي مع وفد “الوطني الحر” عنوانين أساسيّين، علماً أنّ مستوى النقاش سيكون مختلفاً في حال كان رئيس “التيّار” النائب جبران باسيل حاضراً أم لا. ولعلّ مسألة حضور باسيل تحدّد مدى الجديّة من اللقاء.
سيقول الراعي لزائريه إنّه ليس ضدّ رئيس الجمهوريّة ولا ضدّ “التيّار”، ولكن “ما فيكن تكملو هيك”. وسيدعو الى حلٍّ فوري لأزمة تشكيل الحكومة، وهو ما يكرّره، بسقفٍ مرتفع، منذ أشهر. علماً أنّ مواقف بعض نوّاب تكتّل “لبنان القوي” تنسجم، في هذا الإطار، مع مواقف بكركي ولذلك يفضّل هؤلاء التزام الصمت في هذه الفترة.
عنوان اللقاء الأول إذاً هو الحكومة. أما العنوان الثاني فهو دعوة التيّار الوطني الحر الى إعادة النظر بموقفه من القوى المسيحيّة الأخرى، وعلى رأسها القوات اللبنانيّة.
وتشير معلومات موقع mtv الى أنّ اتصالاً تمّ أخيراً بين الراعي ورئيس “القوات” سمير جعجع استمرّ أكثر من ساعة وجرى فيه عرضٌ للواقع السياسي. كما أجرى الراعي سلسلة اتصالات ولقاءات بعيدة عن الأضواء “سعى من خلالها الى تعزيز الجوّ السيادي مسيحيّاً”.
ويؤكد أكثر من مصدر أنّ زيارة وفد “الوطني الحر” الى بكركي لن تختلف، في نتائجها، عن زياراتٍ سابقة. فلا “التيّار” سيتراجع عن مواقفه ولا الراعي سيخفض سقف كلامه. ولا يمكن التغاضي هنا عمّا يصدر على لسان مسؤولين في “التيّار”، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضدّ البطريرك بلغت حدّ الهجوم عليه في تغريدة لعضو في المجلس السياسي في “التيّار” اتّهمه بحماية الفاسدين، قبل ساعاتٍ من الزيارة المرتقبة!
هل هو توزيع أدوار، أم هي فوضى؟ في الحالتين، مؤشّر الى أنّ الزيارة ستكون بلا نتيجة.
“تيتي تيتي”، تقول العامّة…