الدولة “تحارب” قطاع الرياضة… وراي باسيل : لن أفقد الأمل ونجاحي لن اقوم به إلّا للبنان

كل شيء في لبنان يجعلك تشعر بالأسف، بالحزن ولربما الندم على وجودنا في هذا البلد مع منظومة حاكمة لم تترك شيئا إلّا وأفسدته، ولعلّ قطاع الرياضة من أكثر الأمور التي أهملتها الدولة اللبنانية، ونحرتها الطائفية والمحسوبيات السياسية، فتحوّل بعض منها وسيلة للوصول الى حلم نيابي من هنا، ام منصب وزاري من هناك.

لن نضيع وقتنا بالحديث عن غياب الخطط والرؤية وفشل الادارات المتعاقبة على ملف الرياضة في لبنان، ولن نتحدث كثيراً عن مشاكل وزارة الشباب والرياضة والفساد الضارب فيها والوزراء المتعاقبين البعيدين عنها. حديثنا اليوم عن بصيص الأمل لرياضيي لبنان الذي تحاربهم الدولة جراء الاستهتار، و”غياب المنطق”.
لا شك أن العامل الصحي أمر بالغ الأهمية وامامه تسقط كل الاستثناءات، وهذه هي حالة لبنان في الوقت الراهن الذي يمر بفترة صحية عصيبة جراء تفشي واسع لفيروس كورونا بعد أعياد الميلاد ورأس السنة، ولكن ما لا يمكن قبوله أن تبقى الدولة اللبنانية سائرة على نفس النهج من دون التعلم من أي تجربة خارجية على غرار الدول الأوروبية.
مع بدء انتشار وباء كورونا، توقفت كل البطولات الدولية وحُجر العالم أجمع لحوالي ثلاثة أشهر قبل احتواء الصدمة وبدء معالجة الوضع الصحي الصعب على كافة الأصعدة. ورغم الازمة الاقتصادية، عاودت مختلف الاتحادات نشاطاتها بشكل او بآخر، مع غياب قسري للجمهور تحسباً لانتشار اوسع للوباء، وبذلك تمكنت الدول من مواجهة الفيروس باستكمال النشاطات.
إلّا في لبنان. فلا خطط ولا نيات ولا من يحزنون. وزارة الشباب والرياضة غائبة، ورئيس الحكومة يرفض للأسف طلب الاتحادات استثناءات لمتابعة التمارين مواكبة للاستحقاقات الخارجية.
من اتحاد كرة السلة الى باقي الاتحادات، تشعر وكأن الدولة مصممة على تدمير ما تبقى من خلال قرارات “فاشلة” اذا صح التعبير، فهي لا تدعم بالاصل رياضييها، لا بل تعرقل كل مبادرة، جماعية كانت أم فردية لتطوير القطاع ورفع اسم لبنان في الخارج.

بطلة الرماية راي باسيل، تحدثت لموقع mtv معتبرة أنه “ربما الدولة على حق باتخاذ هكذا قرار ولكن باقي الدول اتخذت قرارات مختلفة بفتح ابواب الملاعب وسُمح للاعبي المنتخبات بالتحديد بالعودة الى التمارين وفق بروتوكول صحّي واضح، واللاعب يتحمل مسؤولية بطبيعة الحال كما تفعل الدولة ايضاً”.

باسيل كانت نشرت فيديو عبر حسابها على “انستغرام” وهي تتمرن في مرآب للسيارات، وعن هذا الفيديو قالت: “الفيديو كان بمثابة رسالة كلاعبة وصوت ينضم الى باقي الرياضيين في لبنان، وهو انه يمكن للدولة ان تتخذ اجراءات واستثناءات للرياضيين”، مضيفة: “نتأمل خيراً بعد رفع الصوت حيث حصل منتخب الركبي على استثناء ونأمل ان ينسحب الأمر على البقية”.
وتابعت: “كورونا أثّر على التمارين بشكل كبير، ولكنني حاولت قدر المستطاع البقاء في اللياقة المطلوبة، ودائماً ما حاولت خلق حلول جديدة للاستمرار على النهج نفسه”.
إضافة الى فيروس كورونا، يعاني الجسم الرياضي من الازمة الاقتصادية، فكيف تواجه باسيل هذه المشاكل؟
أكدت بطلة لبنان في الرماية أن الازمات أثّرت عليها بكل تأكيد معنوياً ومهنياً وتقنياً، مضيفة: “علينا ان نبقى دائماً متفائلين ونقلب كل شيء سلبي الى ايجابي، لانه في مكان ما عدت لوضع اوليات مختلفة ووضع خطة جديدة للوصول الى الالعاب الاولمبية، ورغم الصعوبات لا اسمح لكل الظروف ان تؤثر عليّ”.

راي، المرأة العربية الأولى التي نافست في دورتين أولمبيتين وفازت بثلاث ميداليات متتالية في كأس العالم لرياضة “التراب شوتينغ”، اعتبرت ان المشاكل الاقتصادية اثرت عليها ولكن “خطة ب” موجودة دائماً، مضيفة: “هذا الأمر تعلمته وفق خبرتي مع الناس المعنية من الدولة او وزارة الشباب والرياضة وغيرها”.
وتابعت: “اتحاد الرماية يدعم “بالتي هي أحسن”، ولكن للاسف ميزانية عام 2020 لم تُصرف بعد على الاتحادات ناهيك عن ازمة الليرة والدولار، لان السفر بحاجة لأموال بالعملات الصعبة. الخطة ب كانت عبر الراعين وانا اشكرهم بهذه المناسبة على الدعم الدائم، فنحن نحاول بقدر المستطاع تأمين تكاليف التمارين الخارجية لأنه لا يوجد حل آخر غير السفر والتمرين خارجاً مع صعوبة الامر في لبنان”، لافتة الى أن “الدعم موجود إذ لا يزال هناك اشخاص يؤمنون بي وبهذا البلد والامل بأن نحصل على ميدالية اولمبية للبنان”.
ورداً على سؤال عمّا اذا كان لبنان يدفن مواهبه، أجابت باسيل: “لبنان مليء بالمواهب ولكن السياسة والوضع الاقتصادي والناس غير المسؤولة هم من يدفنون هذه المواهب، هناك مواهب بكل المجالات ليس فقط في الرياضة”، وتابعت: “انا شخصياً لم افقد الأمل وهذا النجاح لن اقوم به إلّا للبنان على أمل أن يتحقق”.

وانطلاقاً من التفاؤل التي دائماً ما تزرعه البطلة راي باسيل في نفوسنا من خلال مشاركاتها والبطولات التي تحرزها، نأمل بدورنا أن تصحو وزارة الشباب والرياضة (ولو أن الأمر أشبه بحلم) للتطلع على هذا القطاع بالغ الأهمية لما فيه طاقات كبيرة قادرة ان تنقل لبنان من حيث هو الى اعلى المراكز عالمياً.

MTV