قال خبير عسكري إسرائيلي إن “تردد جيش الاحتلال وصمته على محاولة حزب الله إسقاط مُسيرة له بصاروخ، يبث رسالة بتآكل الردع الإسرائيلي”، ويشير إلى أن “أمين عام لحزب الله حسن نصرالله تمكن من تنفيذ وعده باستهداف طائراتنا”.
وذكر الخبير الإسرائيلي يوآف ليمور، في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”، أن “إطلاق النار نحو مُسيرة إسرائيلية الأربعاء تسبب بمعضلة من جهة، الفهم بأن غياب الرد سيؤدي لتآكل الردع، مقابل عدم الرغبة في التصعيد على الحدود الشمالية”.
وأكد أن “الرد الآن من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد، وهذه مخاطرة محسوبة ينبغي لإسرائيل أن تأخذها بالحسبان حتى بثمن بضعة أيام قتالية في الشمال، وحزب الله بالتأكيد سيستنتج سلوكه من طبيعة الرد”.
ونوّه إلى أن “هذه ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حزب الله ضرب طائرات إسرائيلية تعمل في لبنان، غير أنه في الماضي فعل ذلك بسبب واضح، بينما هذه المرة جاء لتنفيذ تعهد نصرالله القديم، بأن يضرب طائرات إسرائيلية تعمل في لبنان، ويحتمل أن تكون هذه أيضا محاولة متأخرة لجباية ثمن على قتل أحد عناصره في هجوم إسرائيلي نفذ في دمشق في الصيف الماضي، الذي أدى لتوتر على الحدود استمر بضعة أشهر”.
ونبّه إلى أن “أحد التقديرات المطروحة، أن حزب الله كأنه عمل كي يبعث بإشارة إلى الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن، أنه من المجدي لها أن تسارع لرفع العقوبات عن إيران، وتبدو هذه معقولة أقل، وفي حال كان لا بد، فالعكس هو الصحيح فمن مصلحة إيران أن تكون الجبهة هادئة، ولإسرائيل بالذات توجد مصلحة بالربط بين أعمال حزب الله والاتفاق النووي”.
ورجح الخبير العسكري، أن إطلاق النار نحو المُسيرة “زيك” تم على الأغلب من بطاريات مضادات طائرات روسية هربت في الماضي إلى لبنان، وقد استخدمها حزب الله حتى الآن بقدر طفيف، كي لا يثير غضب روسيا، موضحا أن “حزب الله تخوف من أن يؤدي إطلاق النار لتدمير البطارية التي أطلقت الصاروخ، دون أن تتلقى المنظمة مقابلها بديلا لها”.
ولفت إلى أنه “من غير الواضح لماذا امتنع سلاح الجو عن التدمير التلقائي للبطارية التي أطلقت النار، مشددا أن الامتناع عن الرد الحاد سيطلق إشارة له بأن العملية كانت مقبولة”.
أضاف, “هذه مسيرة خطيرة يتآكل فيها الردع وفي نهايتها ستكون إسرائيل مطالبة برد قاس أكثر بكثير، من شأنه بالضرورة أن يؤدي لتصعيد واسع”.
وبيّن ليمور، أن “إطلاق الصاروخ نحو المسيرة، يفيد أن حزب الله يلذع إسرائيل، وهكذا يصمم قواعد جديدة في المنطقة، ويتعين على الجيش الإسرائيلي أن يؤكد الرسائل التي تنقل له، وما لا يفهم بالكلام عليه أن يوضحه بالصواريخ”. حسب قوله.