في وقت بلغ فيه عدد الملقحين في العالم 83 مليون شخص، في 59 دولة حول العالم، معظمهم اعتمدوا لقاح “فايزر”، انتظر لبنان حتى اليوم لإطلاق منصة التسجيل لتلقي اللقاحات، التي لن تبدأ دفعتها الأولى إلا بعد نحو أسبوعين. وسيقتصر الأمر على 28 ألف جرعة تكفي 14 ألف مواطن، سيكونون من العاملين في القطاع الصحي، في أقسام كورونا تحديداً. ولن تكتمل خطة التلقيح قبل نهاية العام الحالي، وفق ما جاء في نص الخط الوطنية التي وزعتها وزارة الصحة.
في الأثناء، بدأ المواطنون يتدبرون أمر لقاحهم بمفردهم. فالخائفون على كبار السن في العائلة، لم ينتظروا كل هذه الإجراءات البيروقراطية المعقدة، بعد التأخير الحاصل في استيراد اللقاح، بل بدأوا بإحضار اللقاحات لأحبائهم.
وبعد شائعات عن تلقي بعض المواطنين اللقاحات الصينية، التي دخلت عن طريق التهريب إلى لبنان، أكد المواطن (م.غ) تلقيه اللقاح الصيني اليوم في إحدى قرى البقاع.
وأبلغ “المدن” أن أولاده في الإمارات حصلوا له على لقاح صينوفارم، بعدما ملّوا الانتظار، وأحضروه له لحمايته، خصوصاً بعد ارتفاع عدد الإصابات في المنطقة.
وتلقى (م.غ)، وهو رجل مسن متقاعد، الجرعة الأولى. ولم يشعر بأي عارض يذكر. ولأن الإمارات أوقفت هذا اللقاح، بعد تراجع نسبة فعاليته، مفضِّلة تلقيح السكان بلقاح “فايزر”، سيلجأ (م.غ) إلى إجراء فحص المناعة بعد أسبوعين من تلقي الجرعة الثانية، بعد ثلاثة أسابيع.
ربما هو ليس المواطن الأول الذي يتلقى اللقاح في لبنان، إذا صدقت شائعات التهريب، لكنه لن يكون الأخير، طالما أن لقاحات وزارة الصحة لن يكتمل استيرادها وتوزيعها إلا مع نهاية العام. كما أن ندرة اللقاحات ومراحل توزيعها، سيستغرق وقتاً طويلاً لتصل إلى الأشخاص المسنين الأصحاء. وهذا سيدفع بالكثيرين إلى إحضار اللقاحات لكبار السن في الأيام المقبلة، مدفوعين بعدم ثقتهم بمؤسساتهم، كما أثبتت التجارب طوال الأعوام الفائتة.