هدأت ساحة المواجهات في طرابلس لكن لم تهدأ عذابات الناس المقهورين في الشمال كما في كل أرجاء لبنان، فيما أهل الحُكم لا بال لهم إلا تحقيق المغانم الحكومية ولو على حساب آخر فقيرٍ باقٍ في هذه البلاد. هدأت ميدانياً في طرابلس، لكن لم تهدأ حدة السجال بين التيارين الأزرق والبرتقالي التي نسفت كل احتمال لإعادة ترتيب ملف تأليف الحكومة، وذلك بعد أن وصلت درجة الاتهامات حد الإهانات الشخصية، وبات مصير الحكومة في المجهول المعلّق إلى أجل غير مسمى.
وتعليقاً على مواقف التيار الوطني الحر، رأى عضو كتلة المستقبل النائب محمد الحجار في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية ان “جماعة التيار يعتبرون أنهم من خلال الكذب والافتراءات والاتهامات التي تجافي الحقيقة يمكنهم أن يبرروا للناس ما يفعلون لتعطيل تشكيل الحكومة، وبإصرار النائب جبران باسيل بالتوقيع نيابة عن عمّه رئيس الجمهورية الحصول على الثلث المعطّل وربما على الحقائب التي يريدها في الوزارة، لن يكون هناك حكومة، متحججا تارة بحقوق المسيحيين وتارة أخرى بوحدة المعايير، بينما الحقيقة اصبحت واضحة بأنهم لا يريدون سعد الحريري على رأس الحكومة التي ربما تستمر حتى نهاية العهد”.
الحجار ذكّر “بمواقف سابقة لرئيس الجمهورية تقول إما يكون باسيل بالحكومة أو لا تكون هناك حكومة، واليوم طالما جبران غير موجود في الحكومة لا يريدون الحريري رئيسا لها، ولو كانوا يريدون تشكيلها بالفعل فالرئيس المكلّف سلّم الرئيس ميشال عون مسودة حكومية ولغاية اليوم لم يردّ عليه لأن باسيل يمنع التأليف”.
وعن مواقف لافتة قد يعلنها الحريري في 14 شباط المقبل، لفت الحجار الى “خطوات ستتخذ في الوقت المناسب”، مشيراً إلى أن “حزب الله لم يقم بالمطلوب منه ليساهم بتأليف الحكومة، ولو كان يريد ذلك لكان بإمكانه أن يضغط على حلفائه، لكن الحزب حساباته ايرانية وحتى الساعة لم يصدر عنه أي موقف للضغط بهذا الاتجاه”.
وعن مطالبة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بحصول تغيير ليزور لبنان مرة ثالثة، رأى الحجار أن “الحكومة هي الفرصة الأخيرة لكي يستفيد لبنان من المبادرة الفرنسية ووقف الانهيار الخطير ماليا واقتصاديا وصحيا ومعيشياً”.