كتب انطون الفتى في “أخبار اليوم”:
يتحضّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لإنهاء نفسه بنفسه في لبنان، على مسافة 16 شهراً من حَسْم الإنتخابات الرئاسية الفرنسية في أيار عام 2022.
في 4 آب الفائت، دُمِّرت بيروت، فزار ماكرون لبنان حاملاً معه مبادرة. وليل 28 – 29 الجاري، نزفت طرابلس، فتحدّث ماكرون عن زيارة ثالثة للبنان بعد التحقُّق من أمور أساسية، وتأكيده العمل على تشكيل حكومة حتى ولو كانت غير مُكتَمِلَة المواصفات، أي حتى ولو كانت لا تستجيب للمعايير التي حدّدها سابقاً، كلّها.
فعن أي “خريطة طريق” لا تزال على الطاولة، ولا حلول غيرها، تحدّث ماكرون، بعد فتحه أبواب التنازلات عن سيادة لبنان، عبر حكومة “شو ما كان”، قد تساوم على أساسيات إصلاحية، في مرحلة جَذْب اللّاعب الإيراني الى طاولة المفاوضات الدولية؟
وبموازاة ذلك، لا بدّ من تسجيل استمرار الغياب العربي عن الساحة اللبنانية، في مرحلة إعادة خلط أوراق مشاريع إعادة إعمار سوريا والعراق، والتي تشكّل طرابلس إحدى منصّاتها. وهو ما يُفسح مجالات إضافية لـ “رفع الأثمان” الإيرانية والتركية تجاه واشنطن وأوروبا، حول لبنان، بمختلف ساحاته.
علّق مصدر مُطَّلِع، على كلام الرئيس الفرنسي، فلفت الى أن “الرئيس المكلّف سعد الحريري يقول دائماً إنه مُستنِد الى المبادرة الفرنسية في تشبّثه بمواقفه من تشكيل حكومة إختصاصيين. وإذا كان ماكرون أدخل تفاصيل جديدة الى مبادرته، فإنه سيتواصل مع الحريري ومع رئيس الجمهورية ميشال عون، في مستقبل قريب، لأن عنق الزجاجة الأساسي في أيديهما”.
وشدّد في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” على أن “أي مساومة على الإصلاحات، يعني أن لا شيء سيكون على ما يرام في لبنان مستقبلاً. وحديث ماكرون عن حكومة غير مُكتمِلَة المواصفات قد يرتبط بشكل الحكومة الجديدة، وليس بالإصلاحات، خصوصاً أنه إذا بقيَ عون مصرّاً على مواقفه، فلن تُشكَّل حكومة، وهو ما يُلغي مفاعيل المبادرة الفرنسية في تلك الحالة. وبالتالي، قد يعطي ماكرون الرئيس عون بعض المكاسب، وذلك بهدف الحصول على ثمن، وهو الإقلاع بالمبادرة الفرنسية”.
وردّاً على سؤال حول مستقبل الأوضاع في طرابلس والشمال، أجاب المصدر: “تدهوُر الأوضاع الأمنية أكثر، سيشرّع الأبواب لتدخّلات من كلّ الإتجاهات، بعضها قد يكون عشوائياً وعنيفاً”.
وختم: “الطريقة الوحيدة للخروج من هذه المخاطر، هي تشكيل حكومة، وإنهاء حالة الفراغ، وبدء العمل، مع عَدَم انتظار أي مساعدة خارجية. فالعرب لن يعودوا الى لبنان، طالما أن من يأخذ مساعداتهم ويشتمهم في وقت واحد، لا يزال متحكّماً بالمشهد الداخلي، من دون أي تعديل”.