سمير سكاف – صحافي وناشط سياسي
يقول الحديث النبوي الشريف: “لهدم الكعبة حجراً حجرا أهون من قتل مسلم” أو “لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق”… اختاروا النسخة التي تعجبكم فإنها في الحالتين تعتبر استشهاد الشاب عمر الطيبا أعلى شأناً وأهم بكثير من حرق مبنى بلدية طرابلس! ولا يعني ذلك إطلاقاً الموافقة على حرق البلدية! فالأملاك العامة هي أملاك كل من المواطنين. ولكن المستهجن كيف قامت القيامة على احتراق البلدية ولم يرف للمصدومين من حرق البلدية جفن على استشهاد عمر! الثورة لن تنسى يا عمر!
بئس زمان أصبح فيه الحجر أكثر قيمة وأعلى منزلة من البشر! بئس زمان يخصص به إعلام ما نشرات وأوقات للدلالة على من حرق مبنى – على أهميته – ولا يخصص دقيقة لمعرفة من قتل شاب لبناني في ربيع العمر! بئس زمان تجتمع فيه مجالس عسكرية ذكية كفاية لتعرف من “رمى قنبلة” (غير مؤكدة) ولا تريد أن تعرف من أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين وعملوا على قتلهم “الأكيد” وغير المستتر! بئس رؤساء استنكروا العنف على الحجر ولم يستنكروا العنف على شاب صار في القبر! بئس حكام سرقوا شعبهم وأردوه قتيلاً أو في حال الفقر! كيف مع كل ذلك لن “يفور دم” شباب لم يعد يستطيع أن ينتظر؟! ماذا ينتظر؟ أينتظر الموت جوعاً أو أن الموت من الكورونا ينتظر؟
أهل طرابلس حُرقوا ولم يحرقوا، ذُبحوا ولم يذبحوا، قُتلوا ولم يقتلوا! كل التهم ضد شباب طرابلس مردودة على مطلقيها. ومن منكم بلا خطيئة، فليرجمهم بالحجر! وإلا، فدعوا لهم الحجر! فلتُكشف الأسماء التي أحرقت، مع أن الإحراق ليس آخر ما سيشهده لبنان من فوضى نتيجة ذل أهل السلطة لشعبها، ونتيجة القهر!
لو كان الإقفال ضمن خطة تسهم في صمود المواطن لما رفض أحد الجلوس في المنزل والحجر! ولكننا حذرنا مراراً وتكراراً من فوضى أمنية ومن سيناريو أسود بنتيجة الوجع والجوع، المضافين الى سرقة أموال الناس والى سوء إدارة أزمة الكورونا، مع الفارق أن الموت بالرصاص كما الموت بتفجير المرفأ ليس قضاء وقدر! قل لهم، أليس كذلك يا عمر؟!