سمير جعجع… قائداً لجبهة “ثورة اليمين”؟

كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:

لقيَ كلام رئيس حزب “القوات اللبنانيّة” سمير جعجع عن مساعٍ قائمة لاستيلاد جبهة سياسيّة – شعبيّة جديدة، صداه المطلوب لدى مجموعات الإنتفاضة أكثر منه في الأوساط السياسيّة الحليفة أصلاً لـ”القوات”، وفي مقدّمتها “تيار المستقبل” و”الحزب الإشتراكي”.

وكي لا تغلب العراقيل، التي تحدّث عنها جعجع، على محاولات إنشاء هذه الجبهة، يُمكن النظر لأكثر من اعتبار:
الأوّل، أنّ “القوات” هو الحزب المسيحي الذي ساهم في إيصال العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية انطلاقاً من ركائز تحت مُسمّى “تفاهم معراب”، بينما تأتي خطوة إطلاق الجبهة المعارضة اليوم بمثابة سحب البساط المسيحي من تحت أقدام عون، ليبقى الغطاء الماروني المتمثّل بكلمة البطريرك الماروني.

الثاني، أنّ لـ”القوات” تكتلاً نيابيّاً في مختلف المناطق، وتالياً، فإنّ مبادرة جعجع للضغط باتّجاه انتخابات نيابيّة مبكرة، فرئاسيّة، إلى جانب شريحة من إنتفاضة 17 تشرين تشكّل المبادرة المعارِضة الفاعلة الأولى من نوعها منذ 31 تشرين الأوّل 2016، تاريخ انتخاب عون.

ثالثاً، إنّ ضمانة نجاح أيّ جبهة تكمن في تحديد خيار استراتيجي – سيادي – إصلاحيّ مشترك، شبيه لـ”الجبهة اللبنانيّة” التي ضمّت مع نهاية السبعينات وجوهاً قياديّة وروحيّة وفكريّة.

وأمام شارع الإنتفاضة المنقسم بين المجموعات اليمينيّة التي تخوض معركة سلاح “حزب الله” والفساد معاً، والمجموعات اليساريّة التي تركّز على الفاسدين وتصوّب تحديداً على المصارف وعلى رموز معيّنة في السلطة، لدى المجموعات “السياديّة” نيّة لتعزيز هذا التوجّه في ظلّ هالة شعبيّة ونيابيّة تُشبهها لبناء ائتلافٍ يخوض الإستحقاقات البلديّة والنيابيّة، وحتّى الرئاسيّة، ضمن إطار واحد.

وكي تحقّق هذه الجبهة مبتغاها، لدى جعجع فرصة لاستثمار الوجوه الشبابيّة الجديدة التي ظهرت، خصوصاً في الوسط المسيحي، بعد 17 تشرين الأوّل 2019، لإطلاق قيادة بديلة تبدأ بالعمل لمرحلة انتقال السلطة ديمقراطياً بعد انتهاء هذه المرحلة، نيابياً ووزارياً وإدارياً، وتأميناً لنموذج جديد من الإدارة القيادية القريبة من الناس ومختلف القطاعات والنقابات والمصالح والجامعات، وتحريك الشارع عند الحاجة، سيّما أنّ لدى هذه الشريحة مآخذ على نهج الأحزاب والمجموعات المعارضة الأخرى، ومنها حزب “الكتائب” الذي تموضع على متن جبهة ثانية “تُشبهها”.

بضعة أسطر كي لا تغلب العراقيل محاولة تأسيس أيّ جبهة تبدأ من عند المسيحيين، لأنّ الركائز التاريخيّة معروفة، واليوم حاضرة أكثر من الماضي…