تقول أوساط سياسية مطّلعة على مجريات التشكيل، يُدرك أنّ للعهد مصلحة كبرى في هذه الحكومة ويريدها وفق معايير محددة، وبشخصية أخرى غير سعد الحريري، في موازاة مصلحة استراتيجية للحزب بتشكيلها وبرئاسة الحريري، لاعتبارات سُنيّة وخارجية. لذا، سيتدخّل الحزب من أجل الوصول إلى تنازلات جزئية وإلى مساحة مشتركة بين الطرفين».
وتعتبر الأوساط، أنّ السيد نصرالله عندما حمّل مسؤولية العرقلة للطرفين، فإنّه أتى أمراً أزعجَ العهد، الذي يريد من «حزب الله» مواقف مؤيّدة له كلياً لا أن يقف على مسافة واحدة من الطرفين.
لكنّ الأوساط تشدّد على أنّ «حزب الله» لن يذهب في اتجاه تشكيل حكومة على حساب العهد، لأنّه بمقدار ما هو في حاجة اليوم إلى غطاء الرئيس ميشال عون، فإنّه يحتاج في الوقت نفسه إلى غطاء الحريري، معتبراً أنّ الحَماوة بين الطرفين هي شدّ حبال من اجل أن يحصل كلّ منهما على أكثر ما يمكن على مستوى التشكيل. فالعهد يصعّد انطلاقاً من اعتبارات محدّدة، وهو يقول انّ الحريري ليس اختصاصياً بل هو تكنوسياسي، لذا يتطلّب الأمر تشكيل حكومة تكنوسياسية، فيما الحريري مصرّ على حكومة اختصاصيين، وفق ما دعت إليه المبادرة الفرنسية وخصوصاً على مستوى توزيع الحصص بما فيها المسيحية. وبالتالي، من المرجّح الوصول إلى نقطة التقاء وسَط بوحدة معايير، تستند على أنّ أي من الطوائف تستطيع ان تسمّي وزراءها.
ورأت الأوساط، «انّ الحماوة الحاصلة لا تعني أننا لن نصل الى التشكيل طالما انّ الأطراف الثلاثة، أي الحريري والعهد و»حزب الله»، تريد تشكيل حكومة. هناك خلاف على السقوف، ولكن لا بدّ من أن تأتي اللحظة التي يتمّ فيها الاتفاق على تحديد هذه السقوف وتبصر الحكومة النور، فلو أنّ الحريري لا يريد أن تتشكّل الحكومة لكان اعتذر».
من هذا المنطلق، بحسب الأوساط، يحاول البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي أن يبادر، ويشدّد على انّ العقد محلية، وطالما هي في هذا الإطار فإنّ إمكانية حلّها متوافرة. ومع تسلّم الرئيس الأميركي جو بايدن مقاليد الرئاسة في الولايات المتحدة، تبقى الأمور مفتوحة على الحلّ، لأننا سنكون أمام مرحلة جديدة، خصوصاً أنّ عودة واشنطن الى صوغ سياستها في الشرق الأوسط تتطلّب ربما أشهرا عدة. وبالتالي، يمكن في هذه الفترة تهريب حكومة تكنوسياسية.
المصدر: الجمهورية