كتبت رانيا شخطورة “أخبار اليوم”:
ليست المرة الاولى التي تطرح فيها استقالة رئيس الجمهورية، فهذا الموضوع اعتاده اللبنانيون لا سيما عندما تشتد الازمات ويبدو معها الافق مغلقا امام الحلول.
سمعنا هذا الطرح ايام الرئيس الاسبق اميل لحود بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري، وايضا مع الرئيس ميشال سليمان حين اطلقت بوجهه حملة ارحل في العام 2013… وها هو الطرح عينه يتكرر منذ “ثورة 17 تشرين الاول 2019” بوجه الرئيس ميشال عون وغيره من الزعماء والمسؤولين المتربعين على عروشهم منذ سنوات.
وفي الواقع لطالما اصطدمت فكرة استقالة رئيس الجمهورية بـ “من هو البديل”… الى جانب عدم التأييد من قبل المرجعية الروحية المارونية منذ ايام البطريرك الراحل مار نصر الله بطرس صفير وصولا الى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي…
واليوم، قبل نحو عام وتسعة اشهر من انتهاء عهد عون، اليس من الاجدى الاستعداد الجدي لانتخاب الرئيس المقبل، ومعلوم ان رئيس جمهورية لبنان هو نتيجة تقاطعات وتوافقات محلية واقليمية ودولية اضف الى ذلك التوقيت المناسبة، ولهذا السبب، بعد تمديد لثلاث سنوات غادر الرئيس لحود قصر بعبدا ولم يسلم الخلف، حيث انتخب سليمان بعد اتفاق الدوحة في ايار 2008، وهو بدوره لم يسلم الخلف بل الفراغ الذي استمر لغاية 31 تشرين الاول ٢٠١٦ فهل سيشهد القصر الجمهوري في خريف العام 2022 حفل تسليم وتسلم، ام ستغلق ابوابه وتطفأ الاضواء الداخلية والنافورة الخارجية، بانتظار التسوية؟!
وتجنبا لاقفال القصر الجمهوري وتغييب الرئاسة الاولى، لا بد من ان ينطلق البحث عن شخصية الرئيس العتيد محليا وخارجيا، وهنا يرى المصدر انه لا بد من الانطلاق باتجاه تحديد مواصفات هذه الشخصية الامر الذي يأخذ بالاعتبار تجربة الرئيس عون الى جانب تحرك الشارع… وصولا الى فرض عقوبات على شخصيات مارونية.
وشرح المصدر انه في السنة الاخيرة، سقطت مواصفات عدة ومن ورائها شخصيات كانت مطروحة بجدية للمشاركة في السباق الرئاسي.
وقال: من هذه الموصفات التي سقطت:
– “الرئيس القوي”، اذ يبدو ان المرحلة المقبلة تحتاج الى شخصية قادرة على لم الشمل المحلي، يتمتع بعلاقات خارجية يستغلها لمصلحة لبنان.
– رجال المال، في ضوء الازمة الاقتصادية والمالية التي تضرب البلد.
-عامل السن، اذ لا يمكن تكرار تجربة الرئيس المتقدم في السن.
وسئل هل هذا يعني تقدم العسكريين على سواهم، اجاب المصدر: هذا الاحتمال يبقى في الحسبان، لكن الرؤساء الذين رفع بوجههم مطلب الاستقالة هم اساسا قادة سابقين للجيش، كما ان المرحلة المقبلة تحتاج الى الحنكة الديبلوماسية والسياسية، لاسترداد رمزية الموقع المسيحي في الشرق.
وما هو مصير المطالبة باستقالة الرئيس عون، اعتبر المصدر ان لبنان في ازمة كبيرة، حلها لن يكون بالمسكنات بل بالتغيير الجذري، بالتالي في حال وجدت اللحظة المؤاتية لمثل هذه الاستقالة، فان السبحة ستكر لتشمل مواقع اخرى وربما تصل ايضا الى استقالة مجلس النواب، وعندها يعاد البناء من جديد… وهذا “الفراغ” قد يكون لمرحلة انتقالية، ولكن البناء لا يمكن ان يتم الا على اسس متينة اي من خلال المؤسسات.
وفي هذا الاطار لم يفصل المصدر بين الحملة المركزة على مصرف لبنان والمؤسسة العسكرية والقضاء، عن اعادة بنان الدولة، حيث هذه المؤسسات هي الركائز الأساسية، واهل السلطة يدركون ذلك فيوجهون السهام اليها.