فرنسا “تعبت”… وماذا عن مصالحة الحريري – عون؟

جاء في “المركزية”:

تشير أوساط دبلوماسية الى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وضع مبادرته في الثلاجة بعدما أرجأ زيارته الثالثة الى لبنان الى موعد يُحدّد لاحقاً. وحمّلت مسؤولية إفشال المبادرة الى حزب الله وفريق العهد والتيار الوطني الحر، في انتظار التطورات الخارجية وتسلم الرئيس الاميركي المنتخب جو بايدن الادارة الجديدة ليتم التواصل معها عبر القنوات الدبلوماسية. وتؤكد الاوساط ان فرنسا “تعبت” من الملف اللبناني خاصة وان احداً من القوى الدولية او الاقليمية لم يقف الى جانبها ويساندها في مهمتها، كما ان الطبقة السياسية في لبنان بدلاً من ان تساعد على حل الازمة عملت على عرقلة الحل وسعت الى اسقاط المبادرة. وتوضح ان لا خطوات فرنسية على النار في الوقت االحاضر.

ولا تفصل الاوساط بين تعثر المبادرة الفرنسية والموقف الايراني، موضحة ان طهران ساهمت في عرقلة تنفيذها، لأنها تريد مقايضة ورقة لبنان في المفاوضات مع الولايات المتحدة وليس مع فرنسا، اما مصيره فلا يهمها، هو بالنسبة اليها مجرد ساحة تستخدمها لتوجيه الرسائل. وبالتالي، فإن سقوط لبنان، وفق الاوساط، يؤدي الى سقوط حزب الله وقد تكون هذه النظرية هي السائدة في عدد من عواصم القرار الدولية والاقليمية.

وفي محاولة لتفعيل المبادرة، قام الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري بجولة شملت دولا عدة من المتوقع ان يستكملها قريباً، فبعد زيارته تركيا والإمارات من المتوقع ان يزور الحريري مصر وفرنسا. فهل ستؤدي هذه الزيارات اهدافها فيتمكن الحريري من فتح ثغرة في الأبواب الموصدة إقليمياً ودولياً بوجه لبنان من جهة، ويسهّل عملياً تشكيل الحكومة من جهة أخرى؟

نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أكد لـ”المركزية” ان “من الواضح بالتحليل، ان تزامُن هذا الحراك مع نتائج القمة العربية والمصالحة التي حصلت بين قطر والسعودية والامارات، يوحي انه لإعادة الوصل ما بين مصر وتركيا والسعودية وربما ايضا بين تركيا وفرنسا. لكن طالما لم يصدر أي بيان رسمي او توضيح عن الرئيس الحريري او عن مكتبه، فلنعتبر ان الامور تبقى ضمن التحليل، بانتظار النتائج. أما قصة مصر فهي غير مؤكدة حتى لحظة حصولها. وهناك حديث عن زيارة الى باريس ايضا، لكن الرئيس الحريري لا يعطينا برنامج أسفاره. الامر ينطبق ايضا على قضية اللقاحات التي جرى الحديث عنها وان الحريري أمّن مليون جرعة من اللقاح الصيني مجاناً، ان لم يعلن الرئيس الحريري رسميا فنحن نعتبر ان اي موضوع من هذا النوع يحكى عنه هو للنيل منه”.

اما المبادرة الفرنسية، فاعتبر علوش “ان فرنسا لم تستسلم ولم ترفع يدها عن لبنان، لأن لبنان عملياً يقع على حدود اوروبا، بغض النظر عن القضايا العاطفية، فإن هناك قضايا ومصالح تربطها ببلاد الارز، والاتحاد الاوروبي منذ شهرين اعاد طرح قضية لبنان، ولن يتوقف لأسباب لها ايضا علاقة بمصلحة اوروبا. ما حكي اليوم هو انه طالما انتم لا تستطيعون ان تتفقوا على تشكيل حكومة فلنذهب الى مؤتمر وطني او مؤتمر تأسيسي، إنما هذا الكلام يبقى نظرياً ولم يصدر بشكل رسمي”.

وعن الاتصالات التي يقوم بها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بين بعبدا وبيت الوسط، والشروط التي يقال ان الحريري وضعها لزيارة بعبدا، أجاب علوش: “شروط الحريري هي نفسها منذ سنة ونيف، اي حكومة مستقلين من دون ثلث معطل ودون سيطرة على الوزارات الامنية، هذه هي لم يتغير اي شيء منها”، لافتاً الى انها “ليست شروطا، بل هذا ما يعتقد الحريري انه السبيل لنجاح الحكومة، وليس لأنه يريد ان يضع شروطا على رئيس الجمهورية او شيء من هذا القبيل”.

وهل يمكن ان نشهد مصالحة وزيارة للحريري الى قصر بعبدا اذا نجحت الوساطات؟ أجاب: “اؤكد ان سعد الحريري لا يحتاج للمصالحة مع رئيس الجمهورية بل على رئيس الجمهورية ان يتصالح مع نفسه، عمليا عندما يصدر هذا الفيديو الذي يسمى مسربا، لكن رئاسة الجمهورية لم تعتذر عنه، عليه على الاقل ان يتصل ويقول “خلينا نطلع ونلتقي لنرى ما هي النقاط التي يمكننا مقاربتها كي ننتج حكومة، اما ان يعتبر وكأن لا شيء حدث، فهذا ايضا يقلل من قيمة رئاسة الجمهورية”.