كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
استعدت المدارس ليكون الفصل الثاني افضل من الاول، اعدت الخطة للعودة الى مقاعد الدراسة وتقليص ساعات الـ online حيث يعاني الطلاب والاساتذة والاهل على حد سواء من مشاكل عدة قد تبدأ ببطء الانترنت ولا تنتهي بانقطاع الكهرباء…
ولكن جاءت عاصفة ارقام التفشي الوبائي في الشهر الاخير بما لا تشتهي سفن ادارات المدارس، فارتفع عدد الاصابات حيث بلغ بالامس اكثر من ربع مليون اصابة (منذ شباط الفائت) معظمها في الاشهر الثلاثة الاخيرة، وضعت كل تلك خطط جانبا، وتقدم “التعليم عن بُعد” على اي خيار آخر…
وفي حين يتردد ان الاقفال سيبقى قائما في لبنان لغاية وصول اللقاح وبدء توزيع المرحلة الاولى، فهل يكون هذا اللقاح ورقة عبور لدخول الصف عندما تعيد المدارس فتح ابوابها؟!
أجيالنا الطالعة ليست حقل اختبار
اوضح امين عام المدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار، ان هذا الموضوع لم يبحث بعد مع الجهات المعنية، موضحا عبر وكالة “أخبار اليوم” انه يجب التأكد علميا وموضوعيا عن مدى فاعلية اللقاح، خصوصا واننا نسمع الكثير عن هذا اللقاح، وهناك بعض البلدان تتريث في توزيعه على مواطنيها لانتظار نتائجه وفاعليته، كما ان الشركات المصنعة خلقت بنفسها الشك حين اعلنت انها لا تتحمل مسؤولية اي آثار او مضاعفات ناتجة عن هذا اللقاح!
واضاف عازار: لا اتكلم هنا من الزاوية الطبية، لكن في الوقت عينه لا يجوز ان يكون اولادنا وتلاميذنا واجيالنا الطالعة حقل اختبار.
سلّم الاولويات؟!
وردا على سؤال، استغرب عازار كيف ان برنامج توزيع اللقاح حسب الفئات الاكثر حاجة، وضع الهيئات التعليمية في المرحلة الأخيرة، قائلا: صحيح اننا ننحني امام الطاقم الطبي والتمريضي وما يقدمه من تضحيات وله اولوية الحق في اللقاح، لكن في الوقت عينه هل يجوز الا يكون الجهاز التعليمي ضمن سلم الاولويات؟! مضيفا: لم يحصل بعد اي تواصل مع الجهات المعنية لنعرف ما هو السبب.
سنخرج من المأزق…
وعما اذا كان انقاذ العام الدراسي ما زال ممكنا؟ اجاب عازار: ليست المرة الاولى التي نقع فيها بمأزق ونخرج منه، مشددا على ضرورة ان نضمن سلامة الجميع، من هنا فاننا نطالب بقوننة “التعليم عن بعد” واعطائه الاهمية اللازمة.
وفي هذا السياق، اشار عازار الى حق المعلمين ان يعيشوا بكرامة، وحق الاهل ان يحصلوا على مساعدة من الدولة حتى تستطيع المدارس ان تستمر بتأدية رسالتها. وشدد على اننا نعاني من وجع كبير، اذ يبدو وكأن هذا القطاع مهمل بشكل تام من قبل الدولة.
واضاف: في سنوات الحرب الاهلية نجحت المدارس في تدريس منهج سنتين في سنة واحدة، استطاعت وقتذاك انقاذ العام الدراسي، ومن تخرّج في تلك الفترة، هم اليوم في مراكز مهمة في مختلف المجالات وقد نجحوا في حياتهم… ولكن لا بد من الاشارة الى ان الاقفال الذي شمل المدارس بدءا من شهر آذار 2020 كان غلطة تاريخية لا تغتفر، حيث كان يمكن الاستمرار بالتعليم مع الحفاظ على اجراءات الوقاية والتباعد.
مدارس احترمت رسالتها
وتابع: العديد من المدارس اكمل العام الدراسي “عن بُعد” لكن للاسف لم يؤخذ هذا التعليم بعين الاعتبار، قائلا: نفهم وضع المدارس الرسمية وبعض المدارس الخاصة التي لم تنجح في تحضير ذاتها للتعليم عن بعد، لكن في المقابل هناك مدارس احترمت نفسها ورسالتها وقامت بهذا الدور لغاية آخر يوم من العام الدراسي في النصف الثاني من حزيران الفائت!