حزب الكتائب اللبنانية: “مشكلة لبنان تبقى سيادية أولاً، ومشكلة مافيا تعيث فساداً بالبلاد والعباد ثانياً”.
“مشكلة لبنان تبقى سيادية أولاً، ومشكلة مافيا تعيث فساداً بالبلاد والعباد ثانياً”.
بهذه “العبارة السحرية” التي وردت في البيان الأخير للمكتب السياسي لحزب الكتائب اللبنانية بعد اجتماعه الأسبوعي، اختصر الحزب نظرته الى الواقع اللبناني الراهن، وأشار الى خريطة الطريق التي يتبعها في سعيه الى الخروج من الانهيار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمؤسساتي والخدماتي الراهن.
ويرى المراقبون الذين يواكبون عن كثب مواقف الأحزاب والتيارات السياسية وتطورها في ضوء المستجدات المتلاحقة منذ انفراط عقد التسوية الرئاسية وملحقاتها الحكومية والنيابية والإدارية، أن حزب الكتائب هو الوحيد من بين كل الأحزاب والقوى السياسية من خارج المجتمع المدني الذي تميّز موقفه بمثل هذا الوضوح المتقدم في توصيف المشكلة وترتيب أولويات أسبابها، وبالتالي ترتيب أولويات المعالجات المطلوبة.
ففي حين يعتبر أركان التسوية أن الأولوية، بمعزل عن صدق نواياهم وجديتهم، يجب أن تعطى للقضايا الحياتية والمعيشية والاقتصادية والاصلاحية، متجاهلين دور سلاح حزب الله ومشاريعه الداخلية والإقليمية في وصول الأمور الى ما هي عليه اليوم من انهيارات، أو على الأقل متناسين هذا الدور بذريعة “الواقعية السياسية” التي تعتبر سلاح الحزب مسألة خارجية إقليمية ودولية، يأتي موقف حزب الكتائب ليشخّص المرض الحقيقي، ويعمل على معالجة أسبابه، لا مجرد التخفيف من أعراضه.
وبحسب مصادر قيادية في حزب الكتائب اللبنانية، فإن موقف الكتائب لا يعني عدم الاستفادة من كل فرصة متاحة لتخفيف العوارض الاجتماعية والمالية والاقتصادية والاستشفائية والتربوية والطبية والخدماتية وغيرها، خصوصاً في المرحلة الراهنة التي يتفشى فيها وباء كورونا فاتكاً بصحة اللبنانيين وأرواحهم، ولكن الحزب يرفض أسلوب المسكنات الذي يعتبر بمثابة خدعة جديدة للرأي العام اللبناني هدفها صفقة جديدة تعيد توزيع السلطة من خلال محاصصة جديدة على شركاء تسوية العام 2016، وبالتالي التأسيس لانهيارات جديدة، عوض التأسيس لمرحلة جديدة من الإستقرار السياسي والأمني والاجتماعي الحقيقي بعيداً عن الشعارات والأوهام وسياسات الإنكار والهروب الى الأمام.
المصدر: اللبنانية