كتبت “المركزية”:
بالمباشر توجه رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” النائب السابق وليد جنبلاط إلى الرئيس المكلف سعد الحريري ودعاه للاعتذار عن تشكيل هذه الحكومة قائلا: “شو بدك بكلّ هالشغلة وليأتوا بمن يشاؤون”.
حتى اللحظة يبقى كلام جنبلاط مجرد موقف شبه متقدم لكن لا دلائل تشير إلى اتخاذ الإشتراكي أي خطوة متقدمة لجهة تقديم نواب الحزب إستقالاتهم كما بالنسبة إلى نواب تيار المستقبل علماً أن الخطوط فُتحت قبل استقالة حكومة حسان دياب بين معراب وبيت الوسط وكليمنصو. لماذا تجمدت الخطوة وهل لا يزال البلد قادرا على تحمل رفاهية الإنتظار؟
مصادر مقربة من القوات أوضحت عبر “المركزية” أن الدعوة مفتوحة للإشتراكي والمستقبل للإتفاق على خطوة تقديم استقالات جماعية من المجلس وقد تم التوافق على مشهدية الإستقالة . لكن الخطوة العملانية تزامنت مع استقالة حكومة حسان دياب وإعادة تكليف سعد الحريري لتشكيل حكومة في تشرين الثاني الماضي. عندها تراجع الحريري وفضل طي صفحة الإستقالة بهدف إعطاء فرصة أمام تشكيل حكومة من إختصاصيين. وكما الحريري كذلك فعل جنبلاط الذي فضل التريث.
هل سيتطور موقف جنبلاط ويذهب نحو اتخاذ قرار يتقاطع فيه مع مطلب القوات أم سيقف عند هذا الحد؟ يجيب المصدر القواتي عندما يتبلور موقف جنبلاط ويصل الحريري إلى قناعة باستحالة تأليف حكومة وبالتالي الإعتذار تصبح عملية إعادة فتح الخطوط ضرورية. في الإنتظار يستمر موقف القوات الرافض التعاون مع الأكثرية الحاكمة والمطالبة بانتخابات نيابية مبكرة”.
من الواضح أن وليد جنبلاط لديه حسابات خاصة وهو يرفض الذهاب نحو المواجهة مع حزب الله. ويعلم في الموازاة أن استقالة نواب الإشتراكي ستكون موجهة ضد الرئيس نبيه بري وهو يفضل أن لا “يخرّب” هذه العلاقة كما يخشى المواجهة مع حزب الله. فهل يصمد اللبنانيون في ظل الأزمات الإجتماعية والإقتصادية والصحية؟ ولماذا لا يتلاقى تيار المستقبل مع مطلب القوات لجهة الإستقالة الجماعية لقلب المعادلة ؟
نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش سأل:” ما الجدوى من تقديم استقالة جماعية طالما أن لا شيء سيتغير دستوريا وسيكمل المجلس المنتخب من الشعب ولايته حتى العام 2022 وهذا يضعف موقف المعارضة؟ من يقنع كتلة التيار الوطني الحر وهي من الكتل الوازنة في المجلس وكذلك كتلتي الثنائي الشيعي ؟ …سهل جدا الكلام في المجهول لكن في السياسة هناك دائما خطة “ب”. لا يكفي أن نطالب بانتخابات نيابية مبكرة. الأهم ماذا سيكون في اليوم التالي؟ ولو سلمنا جدلا بأننا وافقنا على طرح الإنتخابات المبكرة ألا يجب ان نتفق على أي قانون ستجرى هذه الإنتخابات؟ نحن غير مستعدين للدخول في انتخابات وفق القانون الحالي هل يوافق حزب القوات على تعديل قانون الإنتخابات؟
أي قانون يراه المستقبل الأنسب؟ يجيب علوش: “نحن مع قانون الطائف ومع قانون المحافظات أما بالنسبة إلى الدوائر فيجب أن تكون مختلطة حتى لو أردنا ترتيبها وجعلها مختلطة”. لماذا لا تبادرون إلى طرح هذه المبادرة على القوات بعدما فتحت الخطوط سلفا مع الحريري قبل تكليفه ؟ يجيب بسؤال:” هل اعتذار الحريري يؤدي إلى انتخابات مبكرة؟ هل يوافق الرئيس بري أو حزب الله على انتخابات نيابية مبكرة… المشكلة تكمن في حزب الله إما أن يكون العمل ضمن أطر النظام أو يكون الحل بالقيام بإنقلاب. قد تحصل انتخابات نيابية مبكرة لكن بعد فوضى داخلية ودماء وحرب ضروس. عندها يتم وضع جزء من البلاد تحت الوصاية ونذهب إما نحو نظام جديد أو إلى وطن جديد. ولا يظنن أحد بأننا ملقحون ضد هذه الإحتمالات من فوضى داخلية ووصاية دولية.