فاعلية لقاح “فايزر” ضد سلالة كورونا الجديدة

أفادت دراسة مختبرية أجرتها شركة فايزر الأمريكية أن اللقاح الذي طورته مع شركة بيونتيك الألمانية للوقاية من فيروس كورونا فعّال في مواجهة تحورات أساسية شكلت سلالات جديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا رُصدت في بريطانيا وجنوب إفريقيا في الآونة الأخيرة.
تشير الدراسة، التي أجرتها فايزر وعلماء من الفرع الطبي لجامعة تكساس ولم تخضع للمراجعة بعد، حسب ما أفادت رويترز الجمعة 8 كانون الثاني 2021، إلى أن اللقاح فعّال في تحييد الفيروس.

من جانبه، قال فيل دورميتسر، أحد كبار علماء اللقاحات الفيروسية في شركة فايزر، إن “التحور قد يكون السبب في زيادة قابلية الانتشار وإنه كان هناك قلق من أنه قد يجعل الفيروس يفلت من تحييد الأجسام المضادة التي يحفزها اللقاح”.
وأضاف: “اختبرنا الآن 16 تحوراً مختلفاً، ولم يكن لأي منها تأثير كبير, هذا هو النبأ الطيب, هذا لا يعني أن التحور السابع عشر لن يكون له تأثير”.
وأجريت الدراسة على عينات دم مأخوذة من أشخاص تلقوا اللقاح ونتائجها محدودة لأنها لا تنظر في المجموعة الكاملة من التحورات التي رصدت في السلالات الجديدة للفيروس سريع الانتشار.
وقال دورميتسر إنه “من المشجع أن اللقاح يبدو فعالاً في مواجهة التحور، بالإضافة إلى 15 تحوراً آخر سبق واختبرت الشركة اللقاح معها”.
ويخطط الباحثون لإجراء اختبارات مماثلة لمعرفة ما إذا كان اللقاح فعالاً مع تحورات أخرى رُصدت في السلالات الجديدة التي ظهرت في بريطانيا وجنوب إفريقيا، وهم يأملون في الوصول لمزيد من البيانات في غضون أسابيع.
وكان ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا لها قدرة أكبر على الانتشار قلقاً بين علماء الأوبئة، ما دفع دولاً كثيرة لتعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا، مهّد هذه النسخة، وفق تقارير إعلامية.
حيث قال البروفيسور بيتر أوبنشو، المتخصص في جهاز المناعة في “إمبريال كوليدج لندن” لموقع “ساينس ميديا سنتر”، إن “المعلومات حول هذه السلالة الجديدة مقلقة جداً، لاسيما أنها تبدو أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين 40 إلى 70%”.
في حين نقل موقع “يورو نيوز” عن البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة قوله إن “هذه أنباء سيئة للغاية, يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة السابقة”.
ووفقاً للدكتور جوليان تانغ من جامعة “ليستر” وسط إنجلترا، “كانت هذه السلالة تنتشر بشكل متقطع في وقت سابق من العام الجاري خارج بريطانيا، في أستراليا بين حزيران وتموز 2020 وفي الولايات المتحدة في تموز، وفي البرازيل في نيسان”، بحسب موقع “precision vaccinations”، المختص بنشر أخبار اللقاحات المستندة إلى الأبحاث.
كما أوضح تانغ أن “السلالة الجديدة تحمل طفرة تسمى “إن501 واي” في بروتين “شويكة” فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق بالخلايا البشرية لاختراقها”.
بدوره، لفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة “ليفربول”، في تصريح صحفي، إلى أن “فيروسات كورونا تتحور طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة”.
كما أضاف هيسكوكس أن “الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات”.
جاءت هذه التصريحات عقب تحذير منظمة الصحة العالمية من انتشار سريع للسلالة الجديدة من فيروس كورونا حول العالم، وذلك على خلفية رصد حالات لها في هولندا والدنمارك وأستراليا.
وأشار إلى أنه ​​​​​​​تخطى إجمالي الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا حول العالم، مساء الخميس، عتبة المليون و901 ألف، فيما تخطى إجمالي الإصابات بالفيروس حول العالم 88 مليوناً و209 آلاف إصابة، حسب موقع “ورلدوميتر” المتخصص في رصد الإحصاءات العالمية.