عندما يصاب شخصٌ ما بفيروس كورونا المستجد فإنه قد يدخلُ المستشفى لفترة ثم يغادره بعد التماثل للشفاء، وعندئذ، تنتهي المعاناة، لكن بعض الأشخاص سرعان ما يتعرضون لنكسة فيعودون مرة ثانية أو حتى ثالثة إلى المستشفى.
وبحسب صحيفة “نيويورك تايمز”، فإن كريس لونغ، الذي يبلغ 54 عاما، واحد ممن طالت محنتهم مع مرض “كوفيد 19″، علما بأن صحته كانت جيدة قبل أن يصاب الوباء.
وقبل أن يصاب بالعدوى، كان كريس يقود دراجته الهوائية لثلاثين ميلا، ثلاث مرات في الأسبوع، بينما كان يحضر أطروحة الدكتوراه، لكن حياته انقلبت رأسا على عقب.
واضطر الرجل الخمسيني إلى الدخول سبع مرات إلى المستشفى منذ مارس الماضي، فما إن كان يعود إلى بيته حتى تباغته اضطرابات صحية مثل التهاب الرئة، إلى جانب السعال والحرارة.
وبعد مرور 18 يوما، أفرز سائلا يقترب لونه من الأخضر والأصفر، في عارض إضافي للالتهاب الرئوي، ثم تحسنت حالته إلى أن تمكن من مغادرة المستشفى.
وفي وقت لاحق، انخفض مستوى الأوكسجين في جسم كريس وتسارعت نبضات قلبه، فاضطر مجددا للدخول إلى المستشفى في ولاية ميشغان، وتم وضعه لعدة أيام في قسم العناية المركزة.
وبعد عام من ظهور الفيروس، تكشف دراسات متواترة أن مرضى كثيرين بكورونا يخرجون من المستشفى ثم يعودون إليه بسبب تدهور وضعهم الصحي.
وحتى في حال تلقيح الناس، عما قريب، فإن “محنة” كثيرين قد لا تنتهي، لأنهم سيستمرون في معاناة أعراض متفاوتة الشدة من جراء تجربة الإصابة السابقة.
وقال كل من البروفيسور في مستشفى “مونت سيناي”بنيويورك، غيريش نادكارني، والباحثة، أنورادا لالا، إنها يعكفان على إعداد دراسة بشأن المصابين الذين يغادرون المستشفى ثم يدخلون إليه مجددا.
ولا توجد بيانات دقيقة حتى الآن بشأن من خرجوا من المستشفى، ثم عادوا إليه مجددا بسبب فيروس كورونا، لكن في الولايات المتحدة لوحدها، ثمة من يرجح وجود عشرات الآلاف من الحالات المماثلة أو ربما مئات الآلاف حتى الآن.
وبحسب دراسة صادرة عن المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، فإن 1 من بين كل 11 شخصا دخلوا المستشفى بسبب “كوفيد 19” بين شهري مارس ويوليو الماضيين، عاد مجددا إلى المستشفى في الشهرين اللذين أعقبا مغادرته.