«كورونا الجديد».. سلالة أم تحوّر أم طفرة؟ وما الفارق؟

أعلن رئيس الحكومة البريطانية الأسبوع الماضي، اكتشاف “نوع جديد” من فيروس كوفيد-19، والذي قد يكون مسؤولا عن انتقال أسرع للمرض.

وغالبا ما يطلق على السلالات الجديدة من الفيروسات اسم “نسخ متحولة”، فما الفرق بين الطفرة والتحول والسلالة الجديدة، وما هو التطور الجديد الذي أصاب فيروس كورونا المستجد؟

ماهي سلالة كورونا المتحولة؟
أطلق العلماء على السلالة المتحولة من كورونا اسم VUI 202012/01، وتتميز بانتشارها السريع بين البشر نتيجة سلسلة من الطفرات التي جرى تحديدها في الترميز الجيني، حسبما ذكرت صحيفة “إندبندنت” البريطانية.

ولا يعتقد العلماء والباحثون أن النسخة المتحولة من كورونا تسبب أعراضا أكثر حدة لكوفيد-19، أو أنها ترفع معدل الوفيات بين صفوف المصابين به، كما تشير المعطيات حتى الآن إلى أن اللقاحات المستخدمة ضد كورونا، الذي ظهر أول مرة في ووهان بديسمبر 2019، فعالة مع السلالة الجديدة.

ووفق خبراء “إمبريال كوليدج لندن”، فإن السلالة المتحولة قد تجعل كوفيد-19 قابلا، للانتقال بين البشر بشكل أكبر بنسبة 70 في المئة.

تحور أم سلالة جديدة؟
يعتبر مصطلح السلالة الجديدة مناسبا عند الحديث عن فيروس “سارس- كوف-2″، المسبب لمرض كوفيد-19، لكونه سلالة من عائلة الفيروسات التاجية الكبيرة، بما فيها المتلازمة التنفسية الحادة “سارس” ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية “ميرس”.

وتوضيحا للفرق بين السلالة الجديدة والمتحورة، قال البروفيسور توم كونور من كلية العلوم البيولوجية بجامعة كارديف، إن هناك سلالة واحدة من فيروس كورونا وهي “سارس- كوف-2″، وهناك أنواع مختلفة من تلك السلالة التي تعد تحورا عنها.

هل هي طفرة؟
تمثل “الطفرة” العملية التي يمكن من خلالها للسلالة أن تحتضن متغيرات جديدة، وقد تبدو فكرة فيروس متحور مخيفة، لكن العلماء أوضحوا أنها طبيعية ومتوقعة.

وتكون بعض هذه الطفرات “صامتة” وليس لها أي وظيفة، لكن البعض الآخر يقوم ببعض التغييرات المهمة في بنية الفيروس.

وإحدى هذه الطفرات، المعروفة باسم N501Y، وتحدث في ما يسمى بروتين “سبايك”، وهو جزء من الفيروس المسؤول عن الارتباط بالخلايا البشرية.

وزادت الطفرة من قدرة مستقبلات الفيروس على الارتباط ببروتينات معينة تغطي خلايانا، مما يجعلها أكثر عدوى.

وتظهر الأدلة أن طفرة ثانية ملحوظة، تسمى 69-70del، تؤدي إلى فقدان اثنين من الأحماض الأمينية في بروتين “سبايك”، وتجنب الاستجابة المناعية لدى بعض المرضى الذين يعانون من نقص المناعة.

ورغم من أنه من غير المحتمل أن يؤدي أي تغيير منفرد للفيروس إلى جعل اللقاح المضاد لكورونا أقل فعالية، فقد يلزم تغيير التطعيم إن حدث تطور عدد أكبر من الطفرات.

المصدر: “سكاي نيوز عربية”