الـ”Fresh dollar” إلزامي لاستمرارية الـMEA

كان لا بد من توضيح الكلام المنقول عن رئيس مجلس إدارة طيران الشرق الأوسط (MEA) محمد الحوت، بشكل كافٍ ووافٍ منعاً لأي التباس، حول أن الشركة ستتوقف عن قبول دفع ثمن بطاقات السفر بالدولار الأميركي من الودائع في البنوك المحلية، وستبدأ بيع التذاكر بـFresh dollar فقط، أي بالدولار النقدي لا بالدولار الموجود في المصارف.

ويعكس هذا القرار من ناحية معينة، في حال تطبيقه، استعدادات استباقية للـMEA، للمحافظة على استمراريتها في مواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان، وهي تُعد من أبرز الشركات اللبنانية الناجحة التي تحقق الأرباح في السنوات الأخيرة وترفد خزينة الدولة بملايين الدولارات. علماً أن الأزمة التي خلفتها جائحة كورونا على قطاع الطيران العالمي، كبدته خسائر بمليارات الدولارات، وأثَّرت بشركة طيران الشرق الأوسط بطبيعة الحال.

للإجابة عن الأسباب الموجبة التي قد تدفع الـMEA لاتخاذ هكذا قرار، يوضح رئيس مجلس الإدارة محمد الحوت، لموقع القوات اللبنانية الإلكتروني، أن “85% من مصاريف الشركة تُدفع بـFresh Dollar، ولكي تتمكن الشركة من تأمين استمراريتها هي مجبرة على توفير إيرادات بـFresh Dollar”.

ويشدد، على أنه “لا يمكن أن تدفع الشركة مصاريفها بـFresh Dollar وتقبض بـLocal Dollar. وإذا أكملت على هذا المنوال، فهذا يعني أنها ستصل إلى مرحلة لن تتمكن فيها من الإيفاء بالتزاماتها في الخارج، وتتوقف الشركة عن العمل. وسنصل إلى تطبيق قرار قبض ثمن التذاكر بالدولار الطازج، مرغمين، إذ لا خيارات أخرى أمامنا”.

ويؤكد الحوت، أن “لا أزمة في شركة الـMEA ووضعها ممتاز، لكن لبنان يتخبط في أزمة. ولأن هناك من يخطط لشركة طيران الأوسط قبل أن تقع الأمور، نحن نرى أننا سنصل إلى هذا القرار لتأمين استمرارية الشركة، لكننا لا نخشى أبداً على استمراريتها. والشركة صمدت واستمرت وستحافظ على استمراريتها”.

وعن أمله بعدم الاضطرار للجوء إلى هذا القرار، يقول الحوت، “ربما تتشكل حكومة جديدة وتتخذ قراراً في شأن الكابيتال كونترول مثلاً، أو يصبح لدينا برنامجاً تصحيحياً للاقتصاد اللبناني فيصبح بإمكاننا تحويل أموال إلى الخارج، أو غير ذلك. أما في حال لم يتم أي شيء من ذلك، فالشركة تتجه لقبض ثمن التذاكر بالدولار النقدي أو الطازج”.

ويلفت الحوت، إلى أن “من يسافر إلى الخارج يدفع فاتورة الفندق والسيارة والمطعم بالدولار، ولا يسافر مثلاً لشراء رغيف خبز أو علبة دواء وما شابه لكي يكون السعر مدعوماً. وثمن التذكرة لا يشكل شيئاً نسبةً إلى موازنة السَفرة وتكاليفها. وطالما المسافر يدفع في الخارج ثمن السلع والخدمات بالدولار، من المنطقي أن يدفع ثمن تذكرة السفر كذلك”، مشيراً إلى أن الـ”MEA تدعم السفر منذ نحو سنة وثلاثة أشهر، لكن لا يمكنها الاستمرار بذلك”.

ويؤكد رئيس شرطة طيران الشرق الأوسط، لموقعنا، أن “أسعار التذاكر، عند اتخاذ القرار بقبض ثمنها بالدولار الطازج، ستنخفض نحو 40% عن الأسعار المعتمدة اليوم”، لافتاً إلى أن “هذه الخطوة معتمدة الآن في كل شركات الطيران الأجنبية العاملة في لبنان، إذ إن غالبية بطاقات السفر عبر هذه الشركات يتم تسديد ثمنها بـFresh Dollar وبنسبة تبدأ من 70% وتصل إلى 100% في بعض الشركات”.

أما عن بعض الأصداء المعارضة بعد التداول بالأمر، يشدد الحوت، على أن “هناك أصواتاً معارضة مفهومة، تصدر عن الناس المقهورين، ونحن نوضح المسألة لهؤلاء. لكن هناك أصوات معارضة، مهما فعلت شركة الـMEA سيعارضون، لأهداف سياسية، وهؤلاء لا نرد عليهم، ولو أضاءت الشركة أصابعها العشرة، كما يقول المثل اللبناني، لن يروا”. ويضيف، “لا تزال هذه المؤسسة الناجحة مستمرة، ويريدونها أن تتوقف كبقية البلد”.

المصدر : موقع القوات