جاء في “المركزية”:
دخلت مشاورات تشكيل الحكومة أسبوعها التاسع وسط مراوحة داخلية تفرضها لعبة الشروط والشروط المضادة يقابلها “استياء” دولي عامة وفرنسي تحديداً من عدم دراية اهل الحكم بخطورة الوضع الذي شبّهه وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لو دريان بأنه كسفينة التايتانيك التي تغرق لكن من دون اوركسترا.
وفي حين كان يعوّل على ان تخرق زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الثالثة لبيروت في أقل من أربعة أشهر، جدار الأزمة وان تُحرّك المبادرة الفرنسية – ولو ان هذا مستبعد، إلّا أنّ إصابته بفيروس كورونا عطلتها من دون ان يُحدد ما اذا كان سيتابع الزيارة عن “بُعد” عبر تقنية الفيديو، فيجتمع افتراضياً مع الجنود الفرنسيين العاملين ضمن قوات “اليونيفيل”، والمخصصة زيارته لتفقدهم أساساً، ويلتقي بروتوكولياً كما كان مقرراً رئيس الجمهورية ميشال عون.
على اي حال، ومع ان اصابة الرئس ماكرون بجائحة كورونا فرضت نفسها ضيفاً ثقيلاً “غير متوقّع” على جدول زياراته الخارجية، إلاّ أنّ ما تقاطع من معلومات نقلاً عن اكثر من مصدر دبلوماسي غربي اجمع على ان إلغاء زيارة سيّد الاليزيه الى لبنان قد تكون في جزء منها أبعد من مسألة الكورونا، وقد يكون العامل الأمني وراء ذلك.
فبحسب هذه المعلومات ان الرئيس ماكرون قد يكون “تلقى” تحذيرات من عمل أمني “كبير” قد يحدث في لبنان خلال زيارته، إمّا بإستهدافه شخصياً أو استهداف شخصية لبنانية كبيرة.
فلبنان ساحة يسهل خرقها أمنياً، وما اشارة اجتماع المجلس الاعلى للدفاع الاسبوع الماضي الى “خلايا امنية” تتحرّك في اكثر من منطقة مستفيدةً من الفراغ السياسي وتفاقم الاوضاع المعيشية والاقتصادية الا الدليل الى ان الساحة اللبنانية باتت مفتوحة على شتى الاختراقات الامنية، وقد يجد ما يُسمى “الطابور الخامس” فرصة سانحة اليوم في ظل الفوضى السياسية والتدهور المعيشي لتحقيق اهداف مخططات خارجية تريد ايصال رسائل نارية عبر صندوق بريد بيروت.
وما يُعزّز هذه الفرضية الامنية، ان فرنسا شهدت في الاونة الاخيرة سلسلة حوادث امنية رداً على خطاب الرئيس ماكرون تجاه “الاسلاموفوبيا” وما رافقها من اجراءات امنية مشددة انّخذتها الاجهزة الامنية الفرنسية تجاه تنظيمات وصفتها بالمتطرفة واغلاق مساجد تنشر افكار الكراهية والتطرف.
من هنا، لم تستبعد المعلومات المستقاة من مصادر دبلوماسية غربية ان يكون العامل الامني وراء الغاء الرئيس ماكرون زيارته للبنان. فباريس اليوم في مواجهة مع دول اقليمية لديها اطماع شرقي المتوسط، وسبق واتّهمت بانها تتغلغل شمال لبنان لاهداف “مشبوهة”. لذلك قد تجد لبنان، الساحة “الرخوة” امنياً منفذاً للقيام بعمل امني ضد رئيس دولة كبرى بهدف ايصال رسالة “نارية” اليه”.