الراي الكويتية
قال مسؤول بارز في الأمن الإسرائيلي، مساء الاثنين، انه «حان الوقت لتوجيه ضربة قاتلة لإيران في سورية، من أجل إجبارها على الخروج».
وتقدر المؤسسة الأمنية – بحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت» – أن تصفية قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، «ستغير الوضع للأفضل».
وأضاف المسؤول، ان «تصفية سليماني والوضع الناتج عنها يفتحان فرصة لإسرائيل يجب استغلالها لوضع حد للجهد الإيراني للتموضع في سورية وتأسيس جبهة منها ومن العراق ضد إسرائيل».
ووفقا لمحرر الشؤون العسكرية في «يديعوت أحرونوت» رون بن يشاي، فإن هذا الطرح يستند إلى تقييم أن النظام الإيراني حالياً «في مفصل تاريخي وفي تراجع، بفعل العقوبات الأميركية والوضع الاقتصادي المتدهور، والذي تسبب بمسيرات كبيرة تطالب بتغيير النظام».
وأشار إلى أن المرشد الأعلى السيد علي خامنئي ونظامه «يعانيان من ضربات خطيرة تمثلت في تصفية سليماني، وإسقاط طائرة البوينغ الأوكرانية، إلى جانب المسيرات (الاحتجاجية) الكبيرة».
ويرى أنه رغم ذلك، «إلا أن إيران لم تفقد قدرتها على إلحاق الضرر بالشرق الأوسط، وتهديده وتقويضه، وتهديد سوق الطاقة العالمي، لكن النظام أصبح أقل ثقة بكثير مما كان عليه سابقا، وهذا ما يظهر من رد الانتقام الحذر جداً لعملية اغتيال سليماني».
وأشار إلى أن «إيران تركز حالياً على خروج القوات الأميركية من العراق، لأن وجودها لا يسمح لها بتفعيل قوة المحور الشيعي بشكل مباشر والذي يخدمها في دول العراق وسورية ولبنان».
و«يركز هذا المحور على الهيمنة الإيرانية في الشرق الأوسط، ويسمح لطهران بإحاطة إسرائيل بأنظمة صواريخ وقذائف ومسلحين تديرهم عبر قيادات تابعة لها، لكن وجود 5200 شخص من أفراد الجيش والاستخبارات الأميركية في العراق، يبقي مخططاتها عالقة كالعظمة في الحلق»، وفق بن يشاي.
وكتب ان «سليماني لهذا السبب بذل جهوداً كبيرة لمضايقة الأميركيين من خلال الجماعات المسلحة الشيعية في العراق، افتراضاً منه بأن الرئيس دونالد ترامب سيتألم ويخرج قواته من العراق، إلا أن ذلك كلفه حياته، لأنه لم يفهم حقيقة ما يمكن أن يفعله ترامب».
ويرى كبار المسؤولين في النظام الأمني الإسرائيلي، أن مرحلة ما بعد اغتيال سليماني «ستخلق فراغاً في النظام الإيراني».
وقالت مصادر مقربة من وزير الدفاع نفتالي بينيت، إنه يريد الآن القضاء التام على الحرس الثوري وعناصره في الأراضي السورية، لإضعاف الحملة الإيرانية بأكملها الموجهة ضد إسرائيل.
ويقدر مسؤول أمني رفيع المستوى، أن هذا الهدف يمكن تحقيقه خلال عام، «إذا شن الجيش الإسرائيلي حملة هجومية ومكثفة ومستمرة ومميتة ضد قواعد الإيرانيين ونظرائهم في الأراضي السورية».
وبحسب المسؤول، فإن رئيس الأركان الجنرال أفيف كوخافي والعديد من المسؤولين الكبار من حيث المبداً «لا يعارضون ذلك، ويرون أن الفرصة مواتية في ظل الوضع الحالي لإيران، ومع ذلك يدركون جيداً أن تصعيداً عسكرياً قد يحدث في حال تم تنفيذ هذه الخطة».
ووفقاً لـ«يديعوت أحرونوت»، فإن مثل هذا الإجراء يتطلب موافقة «الكابينت» والحكومة، لكن ليس من الواضح ما إذا تمت مناقشة هذه القضية بكل تداعياتها.
ويشير بن يشاي إلى أن «الظروف قد وصلت إلى حافة الهاوية، وأن هذه العملية ستؤدي إلى فقدان الكثير من الإيرانيين وتلحق أضراراً جسيمة بالنظام، وفي غضون عام – في حال تم تحقيقها بنجاح – سوف يجمد النظام الإيراني أو يتخلى عن خطة سليماني لإقامة جبهة في سورية ضد إسرائيل».
وبحسب بن يشاي، فإن بينيت يعتقد أنه من أجل التركيز على تنفيذ مخطط إخراج إيران من سورية، «يحتاج الجيش إلى تهدئة الوضع في الجنوب مع حركة حماس من دون عقد صفقة كبيرة، ولكن من خلال تقديم فوائد اقتصادية بمعدل وكمية غير مسبوقين، ومن ثم التفرغ لمراقبة الملف النووي الإيراني الذي يتقدم ببطء حالياً».
ويقول المسؤول الكبير: «يجب الا نسمح للإيرانيين بأن يبقوا في الفناء الخلفي لنا، في سورية والعراق ولبنان، وأن نبقى نجلس مكتوفي الأيدي ونحن نشاهدهم يراكمون قوتهم أمام أعيننا ويحشدون الصواريخ الدقيقة».