دعا وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى “تكثيف التعاون الدولي بين المؤسسات الأمنية في مكافحة التطرف اليميني، بالتزامن مع صدور دراسة تؤكد ظهور تيار يميني متطرف ينحو للعنف وينذر بنهاية العالم”.
وقال ماس لوكالة “الأنباء الألمانية” إنه “يتم استخدام الإحتجاجات ضد (إجراءات مواجهة تفشي) فيروس كورونا المستجد من قبل راديكاليين يمينيين، ليس فقط في ألمانيا ولكن على مستوى العالم بأسره، من أجل نشر فكرهم”.
وتابع الوزير الإتحادي: “أصحاب الفكر القومي يتعاونون على مستوى عالمي في إطار بُعد جديد، ويتعين علينا ألا نتعاون سويا في مواجهة الفيروس فحسب، ولكن أيضا في مواجهة سم اليمين المتطرف، لأجل ديمقراطيتنا”.
وأضاف ماس بأنه “يتم العمل حاليا بالفعل داخل الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ضد التيار اليميني المتطرف، وإستدرك قائلاً: “ولكن من الواضح أن مكافحة هذا التهديد الذي نواجهه الآن لا يمكن أن ينجح دون تحسين التعاون الدولي على مستوى العالم للمؤسسات الأمنية”.
وكان قد تم الإعلان يوم الجمعة عن “دراسة عن التشابك الدولي لليمينين المتطرفين تم إجراؤها بتكليف من وزارة الخارجية الألمانية”، وجاء فيها أنه نشأت حركة “جديدة وبلا زعامة وعابرة للحدود ورهيبة وعنيفة” ليمينين متطرفين في الفترة بين 2014 و2020، وتواصل الحركة تطورها.
وقال ماس إن “الحركة ترى جائحة كورونا فرصة لنشر أيديولوجيتها ولتجنيد داعمين، ولكن يتم تقييد أنشطتها خارج الإنترنت، لذا سيكون من المبكر للغاية الحكم على التداعيات متوسطة وطويلة المدى للوباء على تطور المشهد”.
وتوثّق الدراسة التي أعدّتها منظمة “مشروع مكافحة التطرف” وشملت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة والسويد وفنلندا، صعود حركة جديدة لليمين المتطرف “تنبئ بنهاية العالم وتنحو إلى العنف”.
ويؤمن المتطرّفون بنظرية “الإستبدال العظيم” التي تعتبر أن “الشعوب الأوروبية البيضاء يجري إستبدالها بشكل منتظم بوافدين من خارج القارة”.
وهم يعملون بشكل متزايد على بناء شبكات عابرة للحدود مع نشطاء آخرين لا سيما من الروس ومتطرفي دول أوروبا الشرقية.
وأظهرت الدراسة أن “الحفلات الموسيقية ومبارزات الفنون القتالية تعدّ نقاط تجمّع يسعى فيها النشطاء إلى اجتذاب أعضاء جدد”.
وفي العام الماضي، تحوّلت جائحة كورونا إلى وسيلة يستغلّها المتطرفون من أجل “توسيع نطاق تعبئتهم لتشمل نظريات مؤامرة معادية للحكومات عبر انتقاد القيود المفروضة حالياً”.
ليبانون ديبايت