بلغ توتّر اللبنانيين حدّاً لم يعرفوا مثيلاً له في أوجّ الحرب الأهليّة اللبنانيّة. أصبحنا شعباً متوتّراً، وإن صحّ القول “عصبيّاً”، أفرغَ الصيدليّات من أدوية الأعصاب، بشهادة الصيادلة.
يستعيد رئيس قسم جراحة الأعصاب والدماغ في الجامعة الأميركيّة البروفسور غسان سكاف، في حديث لموقع mtv، المراحل السابقة التي شهدها اللبنانيون منذ عام حتّى اليوم، مُشيراً إلى أنّ “هناك أسباباً كثيرة تدفع الشعب اللبناني الى الشعور بالقلق الزائد وصولاً الى الاكتئاب والإضطرابات النفسية، وأثبتت الدراسات منذ أكثر من سنتين أن نسبة ٤٧٪ من اللبنانيين يعانون من حالات اكتئاب”.
أمّا عن الضغط النفسي اليوم، فيشرح أنّه “في ظلّ الأوضاع الراهنة، أدّى التدهور الاقتصادي والمالي بالإضافة الى مرحلة ما بعد انفجار ٤ آب وجائحة “كورونا” المستعصية، إلى حالة اختناق يعيشها المجتمع اللبناني”، مُضيفاً: “إنّ الخوف هو جزء من المشاعر الإنسانية، وفي زمن “كورونا” الذي حتّم تباعداً اجتماعياً، زاد من نسبة التوتّر والضغط النفسي”.
وبالنسبة إلى اللجوء إلى الأدوية المضادة للإكتئاب في زمن “كورونا”، يلفت سكاف إلى أنّه “يساعد الإنسان على التعافي، وذلك بالعمل مع جهازه المناعي، ما يخفّف من أعراض المصابين، أمّا الأدوية التي توصف في هذه الحالات فهي المعروفة بإسم “مثبطات إعادة إمتصاص السيروتونين الإنتقائية (SSRI) ويوصف لعلاج الإكتئاب أو الوسواس القهري”.
ويُفيد بأنّ “الدراسات الأميركية أشارت الى أن ٢٥٪ من الأميركيّين يعانون اليوم من أعراض الاكتئاب (Epidemic of Clinical Depression) كما أجمعت الدراسات في كندا على أن كمية إستهلاك أدوية الإكتئاب ارتفعت إلى ٢.٣ مليون شخص في المراحل الأولى لانتشار “كورونا”، ووصلت إلى ٢.٦ مليون مواطن في المراحل التالية”.
ونصح سكاف اللبنانيين بـ”ضرورة طلب المساعدة من مرشدين نفسيين وإجتماعيين قبل اللجوء إلى الأدوية التي يجب أن تكون تحت إشراف طبي”.
المصدر: mtv