بالصور: خباز يربي شبلين فوق سطح منزله

فوق سطح مبنى سكني في واحدة من أكثر مدن قطاع غزة ازدحاما، يتجول شبلان بين خزانات المياه ويتغذيان على دجاج مذبوح بينما يلتقط أطفال صور ذاتية (سيلفي) معهما.
إنه مشهد غريب حتى في قطاع غزة الذي مزقته الحرب والمعتاد على ما هو غير مألوف.
وأصبح الشبلان وعمرهما 75 يوما، وأحدهما ذكر يدعى فتحي والآخر أنثى تسمى فلسطين، بمثابة لعبة لمن يشعر بملل من جيران مربيهما نسيم أبوجامع الذي يمتلك مخبزة، على الرغم من أن خبراء حيوانات عبّروا عن قلقهم من سماع تلك الأنباء.
وقال أبوجامع (27 عاما)، “هذه هوايتي، كنت مرتبطا بهما وأحب أن أمتلكهما… آمل أن تكون لدي حديقة حيوانات خاصة بي يوما ما”.
وأوضح أنه حصل على الشبلين من حديقة حيوانات محلية لكنه رفض ذكر تفاصيل أخرى.
ويستبعد صاحب المخبزة وجود خطورة من الشبلين اللذين يلعب معهما الأطفال من أبناء إخوته وإخوته وجيرانه، مؤكدا أن “الأسد عندما تربيه وهو لا يزال شبلا صغيرا، سينمو الانسجام بينكما ولن يؤذيك أبدا”.
ومع ذلك يقول الطبيب البيطري أمير خليل، الذي قاد عدة رحلات إلى غزة لصالح منظمة فور بوز لرعاية الحيوانات من أجل إنقاذ حيوانات تعرضت لسوء المعاملة، إنه شعر بقلق بسماعه أنباء هذين الشبلين.

وشدد خليل عبر الهاتف من باكستان “أنصح سلطات غزة بمصادرة ذينك الشبلين”، لافتا إلى أن “الأسد في سن ستة أشهر يصبح أكثر خطورة حيث يكبر حجمه وتصبح عضلاته أقوى”.
وأعرب عن قلقه على الشبلين، موضحا “تربية الأسود في المنزل قد تحرمها من حقها في الحصول على الرعاية الطبية والغذاء الكافيين، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية حادة تصيب هذه الحيوانات، لاسيما على مستوى العضلات والمفاصل والعظام”.
وتشكو حدائق الحيوانات في غزة حتى قبل تفشي جائحة كورونا من قلة عدد الزوار، الأمر الذي يؤثر سلبا على قدرتها على إطعام الحيوانات ورعايتها بالشكل الملائم.
وأكد حسن عزّام، مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة بغزة، أنهم لم يتلقوا أي شكاوى لكن الوزارة تعتزم التحقيق في الأمر.
وتابع “القانون الفلسطيني لا يسمح بتربية الحيوانات البرية داخل المنازل.. يجب الاحتفاظ بالحيوانات البرية في حدائق حيوانات مناسبة لها”.
ويبدو أن جيران المنزل الذي يؤوي الشبلين غير منزعجين، فقد قال أحدهم، وهو يدعى وسام القرا “أنا لست خائفا، على العكس، نحن فخورون بوجود أسدين في منطقتنا”.