اللقاح لمئات الآلاف من الناس قد يعرضهم للخطر…

في الوقت الذي قضت فيه الصين على “كوفيد 19” داخل حدودها، تستمر بكين في الترويج للقاحها ضد فيروس كورونا المستجد التابع لشركة “سينوفاك”.
وفقا لمجلة “تايم”، فإن تطعيم اللقاح لمئات الآلاف من الناس قد يعرضهم للخطر، في بلد استطاعت فعليا السيطرة على الفيروس التاجي، حيث الحالات باتت محدودة جدا في بلد يعيش فيها أكثر من مليار ونصف نسمة.

ويرى العلماء أن زيادة رقعة التجارب السريرية الثالثة لـ “سينوفاك” خطوة لها عواقب يمكن أن تكون وخيمة.
وتمنح الصين اللقاح نظير مبلغ من المال يصل إلى 300 دولار للجرعتين، في وقت ينتظر فيه الآلاف السكان دورهم للحصول على التطعيم.
كان فيروس كورونا المستجد انطلق من مدينة ووهان الصينية نهاية العام الماضي، قبل أن يتحول لوباء عالمي في غضون أشهر، لكن الصين تمكنت من التعافي بعد تسجيلها أكثر من 90 ألف إصابة.
تعليقا على ذلك، يقول الأستاذ المشارك المتخصص في الأمن الصحي العالمي بجامعة سيدني آدم كامرادت سكوت: “هذا جنون”.
وأضاف: “إنها مجرد ممارسة صحية عامة غير سليمة. لدينا أمثلة سابقة على الأماكن التي أظهرت فيها اللقاحات التي لم تخضع لتجارب سريرية كافية ردود فعل سلبية ذات عواقب صحية طويلة المدى”.
وسبق للخبراء انتقاد روسيا بعد أن اعتمدت لقاحها دون أن يجتاز التجارب السريرية بشكل كامل.
وتتنافس الجامعات وشركات الأدوية على تصنيع أكثر من 40 لقاحات منها 7 لقاحات وصلت فعليا للمراحل المتأخرة من التجارب السريرية، لكن أي منها لم يتم اعتماده حتى الآن.
وتابع سكوت: “هذا الشيء محاولة من الصين للحصول على مكانة دولية من خلال كونها أول من أطلق برنامج تطعيم واسع النطاق. لسوء الحظ أرى فقط السياسة تلعب هنا بدلا من الصحة العامة”.
وتؤكد المجلة أن معركة بكين ضد الوباء باتت معركة “علاقات عامة للتغطية على الانتقادات الدولية حول سوء التعامل والتستر وإسكات المبلغين عن المخالفات في وقت مبكر”.
في غضون ذلك، وعدت الشركة الصينية بتزويد اندونيسيا بـ 40 مليون جرعة من لقاح “كورونا فاك” ذاته بحلول مارس 2021، فيما وافقت البرازيل أيضا، وهي من أكثر الدول تضررا من الفيروس التاجي، على شراء 46 مليون جرعة من اللقاح الصيني.