لفتة تكريمية تجاه صاحب فكرة “يوم الإبداع اللبناني”

وإن فرغت ساحات الثورة من روادها في الفترة الماضية، إلا أن بصماتهم لا زالت محفورة في كل حنايا تلك الساحات على إمتداد الوطن. فمجد لبنان لا يخلد الا بعبق مفكريه ومثقفيه ومبدعيه. وأنت تمشي اليوم في شوارع النضال، لا زلت ترسم في مخيلتك حضورهم في أي لحظة، ليعطوا عبقاً وسمات مميزة لثورة شعب كيلت له إتهامات التخوين من طبقة فاسدة، وإنهمرت عليه النكبات المتتالية، وكان ختامها إنفجار مرفأ بيروت والتدهور الإقتصادي الغير مسبوق الذي ينوء تحته شعباً كان قد حلم، منذ سنة تحديدأً، بقلب الطاولة على كل من أمعن فسادأ بالوطن، والإقتصاد، والأمل والمواطن.
إلى اليوم ونحن نمشي في وسط العاصمة، أو في ساحة النور، أو في ساحة الشهيد علاء أبوفخر في خلده وغيرهم، لا نزال نحاكي غضب الثورة عندما كانت في أوجها، عبر منحوتات ولوحات غرافيتي، ورموز القبضة، ومجسمات الثورة إمرأة، ونصب الشهيد علاء وإحتضان خريطة لبنان لدمائه الطاهرة في وسط الطريق، إضافة إلى الرسومات الفنية التي ابدع فيها نخبة من الرسامين التشكيليين والتي لا زال بعض منها موجوداً في الساحات، بينما الكثير الآخر توزع على بيوت ومكاتب اللبنانيين الذين حلموا بالتغيير من كل الوطن.
أحدى اللوحات التي أعطت طابعاً مميزاً للثورة، عبر مزج الفن والثقافة والموسيقى، كان “يوم الإبداع اللبناني” الذي حط رحاله بشكل مميز جداً خلال شهر شباط الماضي، في كل من بيروت وطرابلس. تلك الإيام دمغت الثورة بطابع نخبوي مميز، يعكس حلم اللبناني، بالعيش في بيئة سليمة، خضراء، يسودها القانون والفكر والثقافة و…الإبداع.
تخليداً لذلك الحدث المميز من ثورة تشرين، قامت الفنانة التشكيلية المميزة، إبنة طرابلس الأبية، “رائدة مراد الصلح”، برسم لوحة معبرة تجسد ذلك الحدث المميز في التاريخ اللبناني الحديث، عبر مزج الالوان مع نبض الساحة وإبداع الفن وشعار ذلك اليوم المميز مغمورأ بالعلم اللبناني، وقدمتها لصاحب فكرة “يوم الإبداع اللبناني” المناضل والناشط الإجتماعي “جورج يونس” تقديراً لجهوده على الإضافات المميزة والنوعية التي طبع فيها تحركات ثورة تشرين.