من مُراهقٍ “مهووسٍ” بالكمبيوتر الى طوباوي… أكتوبر 6, 2020 166 زيارة في زمن التكنولوجيا والتقدّم الرقمي الفائق وانشغال كلّ الناس كباراً وصغاراً بهواتفهم وحواسيبهم في ظل التعلّم والعمل عن بعد، تتصدّر قصّة الشاب الطوباوي صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي، قصّة مُراهق جعل من حياته القصيرة على هذه الارض عبرة ورسالة بأننا، وفي خضمّ إنشغالاتنا وأعمالنا ودراستنا، يمكننا أن نُكرّس حياتنا لفعل الخير، وأن نستثمر مواهبنا لاختصار الطريق نحو الحياة الازليّة. إنّه المُراهق كارلو أكوتيس الذي ينتظر العالم موعد تطويبه في العاشر من تشرين الاوّل الجاري، والذي بات يُعرف بـ”شفيع الانترنت”. كارلو أكوتيس في سُطورٍ ولد كارلو أكوتيس في لندن في الثالث من أيار 1991، وانتقلت عائلته الى مدينة ميلانو الايطالية بعد فترة وجيزة من ولادته لتستقرّ هناك. إلتزم كارلو أكوتيس التعاليم المسيحيّة منذ صغره، وواظب على حضور القدّاس الالهي يوميّاً والسجود أمام القربان المقدّس وتلاوة المسبحة الوردية، والاعتراف مرّة واحدة كلّ أسبوع. كان ضليعاً وشغوفاً بالكمبيوتر، فأنشأ موقعاً لنشر كلّ المعجزات الافخارستية حول العالم. في عام 2006، شُخّصت إصابته بمرض سرطان الدمّ، فحمل آلامه بصمت وقدّمها على نيّة البابا بنكدتس السادس عشر والكنيسة، وانتقل الى حياته الابدية في 12 تشرين الاوّل 2006 عن عمر ناهز 15 عاماً، ودُفن في مدينة أسيزي بناءً على رغبته. الطريق نحو القداسة… فُتح قبر الشاب كارلو أكوتيس قبل أيّام وانتشرت صوره على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وبدا المكرّم يلبس ثياباً عادية رياضية كأيّ شاب آخر في عمره، في دلالة على أنّ القداسة متاحة للجميع وفي كلّ الازمنة والعصور. وأعلنت الكنيسة أنّ جثمانه تحلّل بشكلٍ جزئي فقط وحافظ على العديد من أعضائه، فيما أشارت مواقع كاثوليكيّة عدّة إلى تجميل وجهه ويديه بالشّمع. كان كارلو يتسائل عن سبب وجود مئات الناس في طوابير أمام مداخل الحفلات وقاعات السينما وليس أمام السيّد المسيح في القدّاس، وكان يقول “الناس لا يدركون مدى أهمية الغفران، وإلا لكانت الكنائس مكتظّة جداً”. ومن أقواله أيضاً: “إنّ المسيح موجود في السرّ الاقدس تماماً كما كان موجوداً منذ ألفي عام مع الرّسل، الفرق ليس إلا انّه في تلك الفترة كان على الناس أن يتنقّلوا باستمرار لمقابلته، أما نحن، فيكفينا أن نجد أي كنيسة قريبة. إنّ القُدس في ديارنا”. أعاجيب كارلو الاعجوبة الاشهر التي تمّت بشفاعة كارلو كانت شفاء طفل في البرازيل على فراش الموت كان يعاني من مرض في البنكرياس ويحتاج الى عملية جراحية. وقد كشفت والدته أنطونيا سالزانو أنّ العديد من الاشخاص لجأوا إليه منذ وفاته بثقة تامّة ومن بينهم إمرأة حضرت جنازته وكانت تُعاني من ورمٍ خبيث، صلّت على قبره وشُفيت على الفور. كما زارته إمرأة تبلغ من العمر 44 عاماً ولم تُنجب، وبعد شهر من زيارتها لقبره علمت أنها حامل.