استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى الوزير السابق اشرف ريفي، الذي قال بعد اللقاء:
“سعدت بزيارة صاحب السماحة في هذه الدار الكريمة التي تشكل مرجعيتنا الدينية للتشاور في الأوضاع العامة في لبنان، وجميعنا يعلم تماما ان البلد يمر بمراحل دقيقة وحساسة جدا جدا، هناك العديد من المبادرات، اللبناني يعاني الفقر و”التعتير” والشلل، لا كهرباء لا مازوت، الخبز غال، المدارس تعطلت، المستشفيات على طريق التعطيل، لا يجوز ان يبقى الوضع على ما هو عليه، الحل الوحيد هو في سيادة الدولة اللبنانية وحدها على أراضيها، نحن قمنا بالعديد من الزيارات في عدد من دول العالم، ولم نر في اي دولة من العالم دويلة مع سلاح غير شرعي، كل دولة لها سلاح شرعي، وفي بعض الأحيان الدويلة أقوى من الدولة، انطرحت مبادرات عديدة جدا اليوم، ثورة 17 تشرين نادت بسيادة الدولة اللبنانية، تعالت عن المذهبية والطائفية والمناطقية، وأعطتنا املا كبيرا جدا جدا بإقامة الدولة، ونحن كجيل حكما نحرص قبل ما نغادر دنيا الفناء إلى السماء ان نترك لأولادنا على الأقل صورة أننا لم نقصر في بناء الدولة اللبنانية، انا ابن مؤسسة وطنية لا يمكن ان اؤمن إلا بسلاح الدولة اللبنانية فقط لا غير، انا قادم من طرابلس لأقول لكل العالم ان طرابلس لبنانية لبنانية لبنانية، وكفى شيطنتها وأخذها الى اليمين والى اليسار، حلقتنا الثانية هي حلقة عربية فقط لا غير واي حلقة أخرى لا يمكن ان نقبل بها، نقول لأركان السلطة الذين يتوجهون الى الدول العربية، ذهبتم الى الكويت والكويت لم يقصر يوما في حق لبنان نهائيا، هل تكرمتم وأخبرتموهم من أين أتى سلاح خلية العبدلي؟”.
أضاف: “ذهبتم الى السعودية، والسعودية لم تقصر في حق لبنان نهائيا نسألكم باسم إخواننا السعوديين وباسمنا الشخصي: لماذا هناك إعلام حوثي في حماية حزب الله على الأراضي اللبنانية يتابع تغطية النشاط الحوثي؟ لماذا هناك معسكرات تدريب للحوثيين في لبنان؟ لماذا أحمد المغسل درب في لبنان وأووي في لبنان؟”.
وتابع: “من هنا أقول لحزب الله ارجع الى لبنانيتك، اعد النظر في وضعيتك، انتم تعلمون ونحن نعلم ان هناك قرارا دوليا بإخراج ايران من الساحات العربية، والأمور متسارعة جدا جدا وأقول للبنانيين اصبروا صحيح النفق اسود، وإنما في نهاية النفق هناك ضوء لإقامة الدولة اللبنانية، وخروج كل سلاح غير شرعي من الأراضي اللبنانية، أنا شخصيا مع كل مبادرة تؤدي إلى خروج السلاح غير الشرعي سواء كان مع حزب الله أو مع غير حزب الله خارج الأراضي اللبنانية، لنعيش معا مسلمين ومسيحيين عى المستوى الإسلامي سني وشيعي ودرزي وعلوي من دون أي تفريق نهائيا، الشيعة العرب لا أتقدم عليهم بشيء، الشيعة العرب حرروا رفعوا القبضة الإيرانية من العراق، نعم العراقيون السياديون رفعوا القبضة الإيرانية عن العراق، كذلك الأمر الوجود الإيراني في سورية صار في اخر أيامه، وأقول لإخواننا في حزب الله نعم ارجعوا فكروا لبنانيا، نحن وإياكم نريد العيش في هذا الوطن سوية كلبنانيين متساوين، إياك أن تفكر نفسك انه بسلاحك غير الشرعي ممكن ان تتقدم علي نهائيا، تنتصر علي ببعض الأماكن، وانا انتصر عليك ببعض الأماكن، إنما هذا الأمر عابر ولن يدوم ابدا”.
وأردف ريفي: “بحثنا مع صاحب السماحة في أوضاع قرية الطفيل،أقول للإعلام اللبناني نعم توجهوا باتجاه الطفيل، هناك امر يحصل في الطفيل، يقومون بتدمير بساتين الأهالي، هناك حوالي 2000 مواطن لبناني يسكن الطفيل، نعم هناك من يعتدي على أراضيهم وأملاكهم، صحيح ان هناك وضعا قانونيا ربما الأراضي ليست باسمهم لان هناك وضع خاص بهذه البلدة، انما هناك شعب يعيش آمنا في بلدته، ومن حقه ان يبقى امنا، ويجب إيجاد مخرج قضائي او قانوني له”.
وتابع: “أعود فأؤكد ان طرابلس لبنانية ولا يحق لاحد ان يضعها في مكان اخر، طرابلس حملت جرحها إبان الوصاية السورية، وهي تتحمل كل التشهير والاتهامات والشيطنة من الوصاية الإيرانية، لا احد يستطيع تركيعها، لا تركع الا لله سبحانه وتعالى، السوري دخل وارتكب جريمة كبرى بالتبانة، راح اكثر من 800 شهيد، حملت طرابلس جرحها وبقيت عند موقفها اللبناني اللبناني العربي، ونحن مستعدون ان نبقى على مواقفنا وعلى قناعتنا، ونحن خط دفاع عن سيادة الوطن، وعن نزاهة الوطن، وعن ديموقراطية الوطن، وعن لبنانية لبنان، وعن علاقاتنا العربية، من اجل ذلك أقول للسلطة القائمة ارجعوا واربطوا لبنان مع أشقائه العرب بحسب الأصول، اربطوا لبنان مع العالم الليبرالي الذي كل تاريخنا نحن الليبيراليين، إخواننا الموارنة هم من فتحوا الخط الليبيرالي، من اجل ذلك أنا أتساءل هذا الفريق السياسي الذي اخذ الموارنة الى طهران بعكس تاريخهم وبعكس مصالحهم وبعكس مستقبلهم يجب ان يفكروا تماما ان نصف أولادنا يعيشون في العالم الليبيرالي، ونحن تربيتنا ليبيرالية، لم نعتد على الجوع ولا الشحادة، ولم نعتد ان تقفل مدارسنا، لبنان على مدى تاريخه يوصف بانه سويسرا الشرق، كان مدرسة العرب فأضحى لبنان بلا مدرسة، كان مستشفى العرب، فأضحى لبنان بلا مستشفى، كان حكما لبنان هو منارة الشرق ومنارة العرب، من اجل ذلك ومن هذه الدار اليوم اطلق الصرخة لأقول لبنان أمام مفترق تاريخي نحو التحرر ونحو إقامة الدولة السيدة المستقلة على أراضيها، ولا ينطلق لبنان الا عندما تكون الدولة هي السيدة الوحيدة على ارضها، ويكون على راسها أناس سياديون نزهاء ديمقراطيون وأحرار وليسوا تابعين منبطحين أمام حزب الله”.
المصدر : mtv