أقفل أطباء الأسنان في طرابلس والشمال عياداتهم ونفذوا اعتصاما حاشدا أمام مقر نقابة أطباء الأسنان في لبنان- طرابلس في منطقة البحصاص، احتجاجا على تدني قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار الأميركي الأمر الذي يتسبب بعدم قدرة أطباء الأسنان على علاج مرضاهم وشراء المستلزمات الطبية الضرورية لهم.
شارك في الاعتصام نقيبة أطباء الأسنان الدكتورة رلى ديب خلف وأعضاء مجلس النقابة، ونقيب المحامين المحامي محمد المراد، ونقيب المهندسين المهندس بسام زيادة.وألقت ديب كلمة قالت فيها: “صرختنا هي صرخة كل طبيب أسنان شريف تعب وسهر ليبني مستقبله ومستقبل أولاده من عرق جبينه. هي صرخة 100.000 شخص يعتاشون من هذا القطاع بسبب الوضع الإقتصادي الكارثي وانهيار سعر قيمة الليرة اللبنانية مقابل الدولار.فالطبيبات والأطباء لم يعودوا قادرين على ممارسة دورهم لتخفيف وجع الناس. ومهنة الطب إنسانية قبل كل شي. وطبيب الأسنان خاصة معرض كل يوم وقبل الكورونا وأكثر من غيره، لخطر الإصابات بأمراض معدية ولكننا كنا نؤمن حالة الطوارئ لمرضانا لكي نخفف عنهم أوجاعهم”.أضافت: “نحن لا نريد أموالا إضافية ترهق الخزينة على حساب المواطن المحتاج الى دعم الدولة، إنما نريد أن يتم دعم المواد الطبية الأساسية ليتمكن هذا القطاع الإنساني من الصمود والاستمرار في تقديم الخدمة الطبية للمرضى بأسعار مقبولة وضمن إمكانيات الناس، فمن غير المقبول أن يصبح علاج أمراض الفم والأسنان الذي هو حق طبيعي لأي مواطن حلما بالنسبة إلى غالبية الأفراد والعائلات اللبنانية. هذا القطاع هو مهمل ومهمش ولم يأخذ اهميته مثل كل القطاعات الصحية في حين وقفنا بالقرب من مرضانا وخففنا عنهم ولكن في المقابل لم يقف أحد بجانبنا.تمكنا عبر سنوات طويلة من تخطي كل الأزمات والحروب التي شهدها لبنان واستطعنا الصمود وجعلنا من لبنان منارة علمية ومقصد للمقيمين فيه والزائرين حتى من البلدان الأوروبية والأميركية الذين يأتون خصيصا لتلقي العلاجات الطبية لما هي عليه من تفوق وجودة وتكلفة منافسة. ولكن الوضع اليوم مختلف فالأزمة أصعب والوجع كبير، ونحن اليوم أمام أزمة وجود وتحد للاستمرارية، في ان نكون أو لا نكون ونحن اخترنا أن نكون”.وتابعت: “الوضع بات غير محتمل وغير مقبول وعدم توافر المواد الطبية والنوعية والجودة العالية سوف يفتح الباب لتهريب مواد لا تخضع لمعايير الجودة وبالتالي سوف تتعرض صحة المريض لانعكاسات كبيرة وخطيرة وهذا الأمر لا نقبله. لقد حذرنا مرات عديدة من لجوئنا الى خطوات تصعيدية إذا إستمرت سياسة صم الآذان عن مطالبنا المحقة، وها نحن اليوم هنا لإسماع صرخة أطباء الأسنان ومساعديهم والمختبرات وكل المعنيين بهذا القطاع، والذين يصل عددهم الى أكثر من 100.000 الف شخص يعتاشون من هذا القطاع، قبل ان تحل الكارثة عليهم وعلى عائلاتهم.نحن كمجلس نقابة كنا بحالة طوارئ كل هذه الفترة وكنا نعقد اجتماعات متكررة للوصول إلى حلول بمجهود فردي يلائم الأطباء ولكنها كانت غير كافية بغياب دعم المعنيين. وقد سبق للنقابة أن أطلقت صرخات متتالية، طالبت المعنيين لاستيراد المواد الأولية الأساسية لتسيير هذا القطاع الطبي، خاصة أن تكلفة هذا الدعم على أهميته لا تشكل عبئا على الخزينة مقارنة بدعم سائر القطاعات المدعومة. ونشكر هنا المدير التنفيذي لحاكم مصرف لبنان على الإعتمادات لمواد البنج ولكن لم يكن هناك من مراقبة من المعنيين على السعر حيث انهم كانوا يتعاملون مع أطبائنا وبيعه لهم بالدولار الأميركي. فأين المراقبة وأين حماية المستهلك؟”.وختمت: “مطالبنا واضحة وهي دعم المواد والمستلزمات الطبية التي تستعمل في الفم على سعر الصرف الرسمي مع مراقبة شديدة أو تأمين الدولار لأطباء الأسنان بأسعار مدعومة لسد حاجاتهم الشرائية للمواد الطبية. لقد أصبحنا كأطباء بحاجة لأطباء لمداواتنا ولكننا لا ولن نقبل بإقفال عياداتنا والعودة الى بيوتنا ومصير آلاف العائلات على المحك. لا ولن نترك خلفنا جنى عمرنا وسهر الليالي وخبراتنا وعلمنا ونجاحاتنا في لبنان وكل دول العالم. لا ولن نرحل ولن نهاجر. لذا، نحن هنا اليوم لنرفع الصوت ولإيصال صرختنا الى من لم تصله بعد: مستقبل الناس، مستقبلنا، ومستقبل عائلاتنا وحياتنا مهددة بالخطر. مطلبنا الأساس هو حصول كل مواطن لبناني على حقه الطبيعي فى العيش الكريم الحر دون أن يكون رهينة لأحد أو متسولا لإطعام عائلته أو لاجئا على أبواب السفارات. لا نريد أقوالا ووعودا. نريد أفعالا وقرارات جريئة وفعالة لمطالبنا. كلمتنا كلمة حق، وقول كلمة الحق يمنحنا قوة وطاقة، وهي نافذة يدخل منها النور إلى النفوس. فالأمل موجود حتى لو كان بعيد المنال. ونحن في لبنان نريد الحق ونعرف تماما أنه سيأتي، ولكننا نتمسك بالأمل. واجتماعنا اليوم نتمنى أن يكون الأخير، ونتمنى على المعنيين أن يشعروا معنا بفداحة وخطورة الموقف. ونقول لكل الزملاء ونقباء المهن الحرة وجعنا هو وجع كل طبيب ووجع كل محام و كل مهندس بالحقيقة كل مواطن ومواطنة اذا ما تكاتفنا وتضامنا لا نصل إلى مطالبنا”.