إلى اللقاء في بعبدا

شادي هيلانة

لقاء وطني وسياسي يجمع الشخصيات كافة، ويهدف بشكل أساسي الى تحصين السلم الأهلي، بوقف المناكفات والتحريض، وتحمّل كل الأطراف مسؤوليتها في ما وصلت اليها البلاد، وربما الانزلاق نحو الأسوأ.
انقاذ العهد
يأتي ذلك اللقاء في محاولة أخيرة لتعويم العهد، وبمن حضر، والتشديد على مشاركة ملونة من جميع الأحزاب، وضرورة التعاون بين جميع الأفرقاء ووضع الخلافات جانباً، ووقف المهاترات السياسية والتحالفات الثنائية، بهدف تشكيل جبهات داخلية للحرتقة وتجييش الشارع بنزاعات مسلحة تشعل البلد.
عودة الحريري
لا شك بأن الاتصالات المكثفة كانت في سياق تامين حضور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري، الذي تمنّع عن المشاركة في لقاء بعبدا بانتظار نضوج طبخة ربما تُحضّر له، وتضمن عودته الى رئاسة الحكومة من بوابة الخارج والخليج العربي، والتصالح معهم، لإقناعهم بضرورة مساعدة لبنان مالياً واقتصادياً للخروج من هذه الأزمة الصعبة، وذلك بعد دخول “قانون قيصر” حيّز التنفيذ، والذي يؤثر بشكل خاص على حزب الله وشركائه، مع تفاقم العقوبات الأميركية والحصار المُحكم، بالإضافة الى عجز تام لحكومة حسان دياب بفقدانها الغطاء السني سياسياً وشعبياً.
تحذير حزب الله
ان الصراع في منطقة الشرق الأوسط وتحديداً في لبنان، كساحة تفيد الجميع، وتحميله قضية عالمية معروفة الأسباب والأهداف، خاصة مع إرتفاع سعر الدولار الأميركي امام العملة الوطنية اللبنانية، يُشكّل تحدياً كبيراً امام حزب الله، ما اضطره الى إعلان موقفه الأخير على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله في خطابه ببضرورة وضع حدّ للتفلت الأمني والمالي.
ترقب حذر للدول المانحة.
المركب يغرق اما القفز منه او الغرق معه.
لم يُسجّل لبنان اي خطوة اصلاحية، بل حصل التراجع على كافة المستويات، الامر الذي سيدفع الى الانهيار. إن الامور تتفلّت من عقالها، ولا يوجد ضابط يستطيع وضع حد لهذا الفلتان، وبالتالي الثقة الخارجية بالبلد تنعدم شيئاً فشيئاً.
دول ‏مجموعة الدعم أصبحت أكثر تفهماً لموقف لبنان في مواجهته لأزمته المالية والاقتصادية، ولكنها تتشدد في إلتزامه ‏خطة اصلاحية مالية واقتصادية، وممثلو مجموعة الدعم حصلوا على الشروحات المفصّلة بالأرقام والوقائع من ‏الجانب اللبناني، بكل ما يتعلق بالدين، وبالإجراءات التي تلتزمها الحكومة في معالجة هذا الدين في المرحلة المقبلة ‏من خلال خطتها الاصلاحية
ومع الإدراك لحجم المهمة ‏الصعبة المُلقاة على عاتق الحكومة اللبنانية، وبخوض تحدي وقف معاناة خلّفَتها الحقبات السابقة من تراكمات أدخلت لبنان في الأزمة الخانقة ‏التي يعانيها، والشرط الأساس لتحقيق هدف الإنقاذ وهو تجاوز ‏الإنقسام الداخلي، وإلتفاف كل القوى السياسية حول هذه المهمة ‏الإنقاذية، وبالشراكة الكاملة فيها، وعدم إدخالها في بازار الإستثمار ‏والمصالح السياسية على حساب البلد، إلّا أنّ البعض مُصِر، على أن يكون خارج هذه الشراكة. ومن هذه الخلفية تأتي ‏المواقف الهجومية على الحكومة من قبل فئة تريد لها الفشل، ‏وللأزمة البقاء على تفاقمها.‏
هل سينجح رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في تحقيق نتائج منتظرة فورية وبعيدة المدى، وفي الوصول الى اتخاذ قرارات إصلاحية جريئة، تقي ألبلاد الطريق المؤلم وتُسهِم إنقاذ عهده، وعدم الوقوع في فخ الميثاقية؟ الى اللقاء في بعبدا.

المصدر : lebanon files